اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 104
أن التوحيد
هو (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، ولم يذكر الله تعالى في كتابه، ولا النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) في
سنته أن التوحيد ينقسم إلى ثلاثة أقسام: توحيد ربوبية وتوحيد ألوهية وتوحيد أسماء
وصفات، بل لم ينطق بهذا التقسيم أحد من الصحابة، بل ولا أحد من التابعين، بل ولا
أحد من السلف الصالح.. بل إن هذا التقسيم بدعة خلفية مذمومة حدثت في القرن الثامن
الهجري، أي بعد زمن النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) بنحو ثمانمائة سنة، ولم يقل بهذا التقسيم
أحد من قبل، والهدف من هذا التقسيم عند من قال به هو تشبيه المؤمنين الذين لا
يسيرون على منهج المتمسلفين بالكفار، بل تكفيرهم بدعوى أنهم وحدوا توحيد ربوبية
كسائر الكفار بزعمهم، ولم يوحدوا توحيد ألوهية، وهو توحيد العبادة الذين يدعونه)[1]
فالهدف ـ كما
يشير السقاف، وكما سنشرحه بتفصيل ـ من هذا التقسيم ثلاثة أمور:
الأول:
احتقار ما ورد في القرآن الكريم من أسماء حسنى باعتبارها لا تدل عند السلفية سوى
على توحيد الربوبية الذي يشترك فيه المسلمون مع المشركين، كما يذكرون.
الثاني:
الاهتمام بالتجسيم ومقتضياته وربطه بالعقيدة، باعتباره هو التوحيد بالأسماء
والصفات، ولهذا كفروا جميع مذاهب الأمة بسبب قولها بالتنزيه.
الثالث:
تكفير من بقي من المسلمين ممن لم يكفر بسبب تنزيهه بما يسمى بتوحيد الألوهية، أو
إضافة كفر جديد للمنزهة بسبب توسلهم بالأنبياء والأولياء أو زيارتهم للأضرحة أو
نحو ذلك.
وبذلك فإن
العقيدة السلفية ابتداء وانتهاء عقيدية تكفيرية، تركز على ما تسميه نواقض الإيمان
أكثر من تركيزها على ما يساهم في ترسيخه وتثبيته وطمأنينة القلب به.
[1] التنديد بمن عدد التوحيد - حسن بن علي السقاف ص 8.
اسم الکتاب : التراث السلفي تحت المجهر المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 104