responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : هکذا يفکر العقل السلفي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 7

يعادي كلا العقلين، ويتهمهما بالهرطقة والزندقة.

أما العقل الصوفي، فهو مع اختلافه الشديد عنه، إلا أنه يتفق معه في ناحية التجرد للوصول إلى الحقيقة.. ويختلف عنه في الجهة التي يستقبل منها الحقيقة .. فبينما يرى الصوفية أنها الإلهام والعلم اللدني وتلك الفتوحات الإلهية التي يفيضها الله على قلب الصوفي بعد تحققه بالعبودية والإخلاص والتجرد.. أما السلفي فيرى أنها [السلف]، أي أن السلفي يتجرد من عقله وتفكيره وتأمله ليترك لسلفه الحرية في أن يضع في عقله ما يشاء.. باعتبار السلف كائنا مقدسا، ولا ينطق عن الهوى، ولا تعتريه الأخطاء.. فلذلك كان ـ في تصوره ـ مصدرا صالحا لتلقي الحقائق من دون تلك الرياضات الشديدة التي يمارسها الصوفية، ومن دون ذلك التأمل العميق الذي يمارسه الفلاسقة أو المتكلمون.

ولهذا فإن العقل السلفي أكثر العقول راحة، لأنه لا يحتاج سوى لمعرفة رجال السلف الذين يأخذ عنهم دينه، ثم يسمع ما ذكروا، ويحفظه، ويظل يردده، وبقدر حفظه لمقولات السلف بقدر تمكنه من الدين والعلم.

وهو في استقباله لما قال السلف لا يحتاج إلى عرض ما ذكروا على عقله المجرد الفطري ـ كما يفعل سائر الناس ـ لأن العقل حجاب، وقيد يحول بينه وبين الإيمان الذي يقتضي الاتباع المجرد.

ولهذا فإن العقل السلفي يمزج بشكل عجيب بين المتناقضات .. فهو يمزج بين المقدس والمدنس.. وبين الحقيقة والخرافة.. ولا يشعر بأي تناقض بينها.. لأن دوره هو الحفظ والسماع والرواية، لا التفكير والنقد والدراية.

وهذا الذي ذكرناه وانطلقنا منه لم نقله من عند أنفسنا، بل هو مجرد وصف لما يذكرونه في كل كتبهم .. فالسلفي الخالص عندهم هو الذي لا يفكر أبدا .. حتى أنه لا يتدبر القرآن الكريم ليستنبط منه أنواع العلوم والفوائد .. لأن التدبر حكر على السلف..

اسم الکتاب : هکذا يفکر العقل السلفي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 7
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست