responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : هکذا يفکر العقل السلفي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 6

المقدمه

يخطئ الكثير من الباحثين في نظرتهم للظاهرة السلفية حين يقصرونها على مجرد سلوكات ومواقف وبعض الأفكار المتطرفة التي قد يتبناها بعض الناس في مرحلة من حياتهم، أو في كل حياتهم نتيجة فهم متشدد للدين.. فهذه نظرة سطحية محدودة لا تمثل الواقع السلفي، ولا تستطيع بهذا التحديد أن تفهمه، ولا أن تعالجه.

لأن الظاهرة السلفية في حقيقتها وجوهرها منهج في التفكير لا يختلف عن المناهج التي اعتمدتها المدارس الفكرية المختلفة كالفلاسفة والمتكلمين والصوفية وغيرهم..

فكما أن الفلاسفة يعتمدون العقل المجرد لدراسة الظواهر المختلفة سواء كانت مجردة أو حسية لفهم الوجود، وكيفية التعامل معه.. وكما أن المتكلمين يحاولون التوفيق بين العقل المجرد والنص المقدس لفهم حقائق الوجود.. وكما أن الصوفية يعتمدون تجريد الباطن ليصبح محلا صالحا لتنزل حقائق الوجود.. فهكذا السلفية لهم منهجهم الذي نحاول في هذا الكتاب أن نتعرف عليه لنفهم بعد ذلك المصدر الذي ينبع منه فكرهم وسلوكهم ومواقفهم.

ذلك أن التفكير هو المصنع الذي ينتج الأفكار.. والأفكار هي المصنع الذي ينتج المواقف والسلوكات.. ولذلك لا يمكن أن نفهم الظاهرة السلفية، ونحن نجهل المنبع الأساسي الذي يصدر منه كل ذلك الفكر والسلوك والمواقف.

ونحب أن نستبق النتائج لنذكر أن العقل السلفي يختلف اختلافا جذريا عن العقل الفلسفي والعقل الكلامي، لأن كليهما يحاول أن يبذل جهدا فكريا للوصول إلى الحقائق سواء باعتماده على العقل المجرد، أو مزجه بين العقل المجرد والوحي الإلهي.. والعقل السلفي لا يطيق مثل هذا الجهد، وليس لديه الآليات التي تسمح له بذلك، ولهذا نراه

اسم الکتاب : هکذا يفکر العقل السلفي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 6
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست