responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : هکذا يفکر العقل السلفي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 204

باطل فإن تحريك اللسان بالهذيان ما أخفه على الغافل فليس فيه امتحان من حيث أنه عمل، بل المقصود الحروف من حيث أنه نطق، ولا يكون نطقا إلا إذا أعرب عما في الضمير، ولا يكون معربا إلا بحضور القلب)[1]

2 ـ مناقضة المقاصد الشرعية:

لم يكتف السلفية بشغل الأمة في تلك الخلافات الفرعية حول الشعائر التعبدية، والتي أثارت الفتن بينهم، وزعزعت وحدتهم واستقرارهم، بل راحوا إلى كل حسنة من حسنات الشعائر التعبدية يواجهونها بالمحاربة والتبديع، بل بالتكفير، بل بالتحريض على القتل.

والأمثلة على ذلك أكثر من أن تحصر.. وسأذكر هنا نماذج عنها لتكون دليلا على غيرها.

فمن الأمثلة على ذلك أن الكثير من المسلمين من أتباع المذاهب المختلفة، وتقديرا منهم لأهمية النية في الصلاة، وخوفا من تسرب الغفلة إليهم فيعجلوا بالتكبير قبل النية، صاروا يتلفظون بالنية ردعا للوسواس .. وقد أخذ بهذا الكثير من المذاهب الإسلامية.. لكن السلفية ـ وبلسان شيخهم الأكبر ـ لم يكتفوا بأن يروا أن هذه المسألة مرجوحة، والدليل فيها ضعيف، وأن الأرجح خلافها..

وإنما راحوا بما في نفوسهم من أسود ونمور يحكمون على فاعل ذلك ومستحله بالقتل، يقول ابن تيمية: (الجهر بلفظ النية ليس مشروعا عند أحد من علماء المسلمين، ولا فعله رسول الله kولا فعله أحد من خلفائه وأصحابه وسلف الأمة وأئمتها، ومن ادعى أن ذلك دين الله، وأنه واجب، فإنه يجب تعريفه الشريعة، واستتابته من هذا القول،


[1] إحياء علوم الدين (1/ 160)

اسم الکتاب : هکذا يفکر العقل السلفي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 204
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست