responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : هکذا يفکر العقل السلفي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 118

وهذا يعني أنه يمكن لأي شخص حاقد على الدين أن يضع في الدين ما يشاء من العقائد والأحكام، وليس عليه فقط، سوى أن يتظاهر بالعدالة أمام رواة الحديث، ويتقن بعض اللغة العربية، ثم يصب كل ترهاته في قالب حديثي، يضيف إليه سندا مناسبا.

وبعد أن يفعل هذا، قد يفطن بعض الأذكياء من المباحث الحديثية في التعرف على كون الراوي غير ثقة، وأنه مجرد محتال.. ولذلك يصنفونه ضمن الرواة المشبوهين..

ولكن اكتشاف بعضهم له لا يقضي عليه، لأن هناك من انخدع فيه، واعتبره راوية ثقة، وهنا يحصل الخلاف بين المحدثين في اعتباره ثقة أو غير ثقة.. وهنا يقع الخلاف أيضا في كل الأحاديث التي أوردها.. ولا يبعد أن يجد من يدافع عنه، وخاصة إن كانت أحاديثه تتناسب مع مزاج حديثي معين.

ليس هذا فقط، بل للمذهب والطائفة دورها الكبير في انتقاء المحدثين لأنواع الرواة، فمن كان معهم قبلوه ووثقوه حتى لو كان كاذبا .. ومن كان مخالفا لهم بدعوه وكذبوه حتى لو كان صادقا.

وهكذا نجد أمثال هذه الثغرات التي تملأ علم الحديث، والتي بواسطتها تمكن الشيطان من تحريف الدين، ونشر ما يشاء من العقائد والأحكام.

ولو أن هؤلاء احتاطوا في أمر الحديث، وتركوا شهوة الرواية، وانشغلوا بالدراية والتحقيق لما وقع ما وقع.

بناء على هذا سنحاول هنا أن نذكر أدلة أو أمثلة على بعض هذه الثغرات[1]، ونحن نعلم مسبقا أننا سنتهم بمثل ما يتهم به عادة كل ناقد لهذا المنهج الذي يعتمد عليه العقل السلفي في إثبات تسلطه على سائر الأمة.


[1] خصصنا التفاصيل الكثيرة المرتبطة بهذا بكتابنا [سنة بلا مذاهب]

اسم الکتاب : هکذا يفکر العقل السلفي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 118
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست