اسم الکتاب : السلفية والنبوة المدنسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 8
لكن السلفية
لا يأبهون بما يقول القرآن الكريم.. فهم يحجرون التدبر في القرآن إلا على السلف..
أو بالأحرى على تلاميذ كعب الأحبار من السلف.
ولهذا نراهم
يخالفون القرآن الكريم في صفات الأنبياء وخصائصهم وكمالاتهم وكون الله اختارهم،
وهو أعلم باختياره، و﴿اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ﴾
[الأنعام: 124]
وبناء على
هذا نراهم يدافعون عما يسمونه معاصي الأنبياء، ويستدلون لذلك بما ورثوه من سلفهم
من روايات وأخبار تطعن فيهم وفي كمالاتهم.. كما قال ابن تيمية ـ أثناء رده على
القائلين بالعصمة المطلقة للأنبياء ـ: (تبعهم في هذا الباب، بل كتب التفسير
والحديث والآثار والزهد وأخبار السلف مشحونة عن الصحابة والتابعين بمثل ما دل عليه
القرآن، وليس فيهم من حرف الآيات كتحريف هؤلاء، ولا من كذب بما في الأحاديث كتكذيب
هؤلاء، ولا من قال هذا يمنع الوثوق، أو يوجب التنفير ونحو ذلك كما قال هؤلاء، بل
أقوال هؤلاء الذين غلوا بجهل من الأقوال المبتدعة في الإسلام.. وهم قصدوا تعظيم
الأنبياء بجهل كما قصدت النصارى تعظيم المسيح وأحبارهم ورهبانهم بجهل، فأشركوا بهم
واتخذوهم أربابا من دون الله وأعرضوا عن اتباعهم فيما أمروهم به ونهوهم عنه)[1]
بل إن ابن
تيمية وغيره من أبناء المدرسة السلفية يثنون الثناء العطر على كل الكتب التي تمتلئ
بالقصص والأساطير، والتي تشوه الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وترميهم بالعظائم، بل
هم فوق ذلك يعتبرونها من كتب السنة، وأنها في هذا الموضوع بالذات أعرف بالأنبياء
من كتب المنزهة، يقول ابن تيمية: (.. من أئمة أهل التفسير، الذين ينقلونها