responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلفية والنبوة المدنسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 54

بالعصمة المطلقة ـ يعتبرونهم مبتدعة ومغالين، مثلما اعتبروا المنزهين لله جهمية ومعطلة.

وعندما نترك القرآن الكريم، وخلافهم لمنهجه في طرح القضية، ونعود إلى ما ذكروه لنرى الفرق بين النبي الذي جوزوا عليه كل شيء، وبين أي إمام من أئمتهم الذين يقدسونهم نجد الفرق الكبير، والبون الشاسع.

وكمثال على ذلك أننا نجدهم عند حديثهم عن ابن تيمية الذي يعتبرونه شيخ الإسلام يكادون يسجدون له، بل يكادون يذوبون فيه وجدا وشوقا، ونجدهم يكتبون آلاف الصفحات في ذكر مناقبه وفضله ودوره العظيم في خدمة الدين.. ومن تجرأ وتحدث عنه بمعشار ما يتحدثون به عن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، قامت قيامتهم عليه، واعتبروه مبتدعا ومنحرفا عن السنة، حتى أن الشيخ ابن عثيمين ـ مثله مثل سائر السلفية ـ اعتبر ابن تيمية قسيما للجنة والنار، حين ذكر أنه يشهد لابن تيمية بالجنة، ويشهد لأعدائه بالنار، فقال: (وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أجمع الناس على الثناء عليه إلا من شذ، والشاذ شذ في النار، يشهد له بالجنة على هذا الرأي)[1]

وكمثال بسيط على ذلك الوله الذي يصيبهم عند ذكر ابن تيمية، ولا نرى مثله عند الأنبياء عليهم الصلاة والسلام الشيخ عائض القرني، الذي تواضع جدا أمام إمامه الأكبر ابن تيمية، فألف كتابا في فضائله ومناقبه التي لا تعد ولا تحصى، ومع ذلك كله ذكر أنه في حديثه عنه لم يبحر في بحره، وإنما اقتصر على الوقوف على ساحله، ولهذا سمى كتابه (على ساحل ابن تيمية)

وقد أثبت فيه ـ كما يرى ـ أن ابن تيمية هو المربى والمفسر والمحدث والفقيه


[1] شرح رياض الصالحين 4/ 570 - 573.

اسم الکتاب : السلفية والنبوة المدنسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 54
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست