اسم الکتاب : السلفية والنبوة المدنسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 53
الذنوب.. والمعاصي
من أكبر
مظاهر انحراف المنهج السلفي عن المنهج القرآني التركيز على ذكر جواز الذنوب
والمعاصي على الأنبياء، بل محاولة إثبات وقوعها منهم، عند الحديث عن العصمة، بدل
الحديث عن أسباب العصمة ومظاهرها وكيفية الاستفادة منها، وبدل الحديث عن تلك
المكانة الرفيعة للأنبياء عليهم السلام، والتي جعلتهم محلا للعناية الإلهية الخاصة
أولا.. ثم محلا لأن يجعلهم الله تعالى مثلا أعلى يمكن للمسلم أن يحتذي بهم ليتحقق
بالقرب الإلهي.
ولذلك نرى أن
مجرد طرح السلفية لهذه المسألة، ومبالغتهم في شأنها بدعة خطيرة تخالف المنهج
القرآني.. لأن القرآن الكريم كله تحبيب في الأنبياء وتمجيد لهم وذكر لمواقفهم
الكريمة في الدعوة إلى الله والتضحية في سبيل ذلك.
لكنا إن
غادرنا القرآن الكريم، وذهبنا إلى كتبهم ورواياتهم تتغير صورة الأنبياء تغيرا تاما
كما سنرى النماذج الكثيرة على ذلك في هذا الكتاب.
وهذا
الاختلال المنهجي هو نفسه الذي وقعوا فيه عند حديثهم عن الله تعالى، فبدل اقتصارهم
على ما ذكره الله تعالى من أسمائه الحسنى مع ما فيها من قطعية وعقلانية وتوافق بين
المسلمين جميعا، بل بين البشرية جميعا.. نجدهم يتركونها، ليسطروا آلاف الصفحات في
صورة الله وساقه ويده ورجله.. وكيف ينزل، وكيف يقعد، وكيف يمشي ويهرول.. ونحو
ذلك.. ثم يسطروا بعدها أحكامهم القاسية على منكر هذه البدع.
وهكذا الأمر
في حديثهم عن عصمة الأنبياء، فهم يعتبرون من الفوارق الأساسية بين من يسمونهم سنة
وبين غيرهم من أهل البدع هي عدم المبالغة في شأن العصمة، وقصرها فقط على العصمة في
التبليغ، ولهذا ـ ومن دون مراعاة لحسن نية القائلين
اسم الکتاب : السلفية والنبوة المدنسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 53