responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلفية والنبوة المدنسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 181

 

أساطير.. وخرافات

مع كون كل ما ذكرناه سابقا مسيئا للأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ومشوها لمكانتهم الرفيعة، ومدنسا لمقاماتهم العالية، وحجابا عظيما بينهم وبين كونهم منارات هداية لهذه الأمة ولغيرها من الأمم.. إلا أن الأخطر من ذلك كله هو تحويل قصصهم من قصص قرآني مملوء بالمعاني السامية إلى قصص يهودي مملوء بالأساطير والخرافات.

وهذا للأسف ما حصل في تاريخنا الطويل بفعل تلك الروايات الشنيعة التي قبل السلفية رواتها، واعتبروهم أئمة للدين، بل وضعوا ذلك الهراء الذي قالوه في كتب التفسير والحديث والعقائد، ليرغم على قراءتها عوام الناس وخواصهم، فتنقدح معانيها المسمومة فيهم شعروا أو لم يشعروا.

ولا يفيد بعد كل ما ذكروه أن يقولوا عن تلك الأحاديث بعد روايتها بتفاصيلها وطرقها: موقوف على كعب الأحبار.. ولعله من الإسرائيليات.. فما تفيد هذه العبارة التي قد لا يلتفت لها القارئ أصلا بعد أن يشحن خياله تماما بأحداث القصة، وبعد أن تمحى كل تلك الصورة الجميلة التي صوروا بها الأنبياء عليهم السلام.

وخطر الدور الذي قام به السلفية في هذا هو تشجيعهم على مطالعة كتب أعلامهم الأوائل كالطبري والبغوي والسمعاني والثعلبي وغيرها.. في نفس الوقت الذي كانوا ولا زالوا يحذرون من كتب القائلين بالعصمة المطلقة، ككتاب الشريف المرتضى في تنزيه الأنبياء كما ذكرنا سابقا.

ولهذا، فإن السلفية، استطاعت أن تمارس الدور اليهودي في هذه الأمة، لا بتحريف ألفاظ القرآن الكريم، وإنما بتحويل معانيه.. وكلاهما خطير.. بل الأخطر هو تحريف المعاني، لأن المعاني هي المقصودة بالذات، وما الألفاظ إلا كسوتها.

اسم الکتاب : السلفية والنبوة المدنسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 181
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست