اسم الکتاب : السلفية والنبوة المدنسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 174
وهذا هو
الفهم السليم للنبوة والأنبياء.. لأن الأنبياء كلفوا بأدوارهم التربوية والدعوية
مع أقوامهم ولهذا يستحيل عليهم أي آفة أو مرض أو علة تجعل الناس ينفرون منهم.
هذه مقارنة
بسيطة بين الرؤية القرآنية ومن يمثلها من مدرسة آل بيت النبوة الذين يبدعهم
السلفية، وبين الرؤية السلفية التي تأخذ دينها ومواقفها من كتب اليهود ورجال
اليهود.
مع العلم أن
الشريف المرتضى صاحب تلك الجواهر في عصمة الأنبياء وفي الرد على الدسائس
الإسرائيلية عاش بين (355 هـ - 436 هـ)، أي لم يكن بعيدا عن الوقت الذي كان فيه
الطبري وغيره من أعلام التفسير الذين يستند إليهم السلفية.
سليمان (ع):
مع كثرة
التشويهات التي أصاب بها السلفية جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إلا أن
سليمان (ع) كان أكثرهم حظا منها، حتى أنهم ـ كما
ذكرنا سابقا ـ صوروه ملكا أكثر من تصويره نبينا، وصوروه زير نساء أكثر مما صوروه
عابدا زاهدا.
وبما أن
غرضنا في هذا الفصل هو إخلاء السلفية للنبوة والرسالة من معناها الحقيقي، وهو ذلك
الدور الذي كلف به النبي لهداية قومه، فإنا سنتحدث هنا عن ذلك التشويه لهذا الدور
من خلال قصة منهج من مناهج الدعوة ذكر القرآن الكريم ممارسة سليمان (ع) له، لكن السلفية حولوه من منهج دعوة إلى أسطورة.. بل
إلى قصة غرامية.. ليضيفوا لنساء سليمان الألف امرأة أخرى.
وتبدأ الآيات
الكريمة التي حرفوها بتفسيرهم لها بحكاية الهدهد عن ملكة سبأ التي وجدها وقومها
يسجدون للشمس من دون الله، كما قال تعالى: ﴿إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً
تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23)
وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ
اسم الکتاب : السلفية والنبوة المدنسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 174