اسم الکتاب : السلفية والنبوة المدنسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 170
كنت مني يوم
رفعت السماء سقفا محفوظافي الهواء..)[1] إلى آخر ما ذكره.
والعجيب أن
ابن تيمية استدل بهذه القصة على دنو الله من خلقه، فقال: (..وقد جاء أيضاً من حديث
وهب بن منبه وغيره من الاسرائيليات قربه من أيوب (ع) وغيره من الأنبياء عليهم السلام. ولفظه الذي ساقه البغوى أنه أظله غمام
ثم نودى يا أيوب أنا الله، يقول أنا قد دنوت منك أنزل منك قريبا)[2]
وهذا أكبر رد
على من يصور ابن تيمية بصورة الورع الذي ينفي الإسرائيليات، وكيف ينفيها، وهو يدعو
إلى قراءة القرآن من خلالها.. وكيف ينفيها وكل البنيان العقدي الوثني الذي دافع
عنه مؤسس عليها؟
بل إن
السلفية لم يكتفوا بهذا، فراحوا يصورون أيوب (ع) بصورة الحريص على الدنيا، المتكالب على متاعها، فقد رفعوا إلى رسول الله
(صلیاللهعلیهوآلهوسلم) قوله ـ في حديث اجتمع على روايته البخاري ومسلم
وغيرهما ـ: (بينما أيوب عليه الصلاة والسلام يغتسل عريانا، خر عليه جراد من ذهب،
فجعل يحثي في ثوبه، قال: فناداه ربه عز وجل: يا أيوب، ألم أكن أغنيتك؛ قال: بلى.
يارب ولكن لا غنى بي عن بركاتك)[3]
ولست أدري ما
جدوى أن يصور النبي عريانا، ثم يصور حرصه على الذهب، وكلاهما تصويران يحرص اليهود
على وصف الأنبياء بهما.
والمشكلة في
الحديث فوق هذا أن أيوب (ع)، وبعد أن سقط عليه جراد الذهب وهو عريان
أخذ يحثي بثوبه؟
لكن لأن
الحديث موجه للعقل السلفي.. فلا حرج أن يقبل كل شيء خاصة إذا