اسم الکتاب : السلفية والنبوة المدنسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 164
اختصروها في الإمامة في الحج[1]، وكأن رسالة إبراهيم (ع) كلها مختصرة في أن يقص شاربه ويقلم أظافره، وينتف
إبطه، ثم يقوم بعد ذلك بإمامة الناس بالحج.
يعقوب (ع):
وهو من
الأنبياء العظام الذي بشر الله بهم نبيه إبراهيم (ع)، وهو الذي ذكر قصته مع يوسف (ع)، وذكر
كذلك وصيته لأبنائه في حال احتضاره كما قال تعالى: ﴿ أَمْ كُنْتُمْ
شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ
مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ
وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾
[البقرة: 133]، وهذا يدل على حرصه الشديد وإلى آخر لحظة من حياته على الدعوة إلى
الله.
وكل ما ورد
عنه يدل على معرفته بالله، كما قال تعالى حكاية عنه: ﴿ إِنَّمَا أَشْكُو
بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾
[يوسف: 86]، وقال: ﴿فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى
وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ
اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [يوسف: 96]
لكن سلف
السلفية استعملوا كل ما لديهم من مواريث الحقدة على الأنبياء، ليشوهوا هذا النبي
الكريم ابتداء من ميلاده، وانتهاء بوفاته.. بل يشوهون معه النبوة، فيجعلوها أمرا
هامشيا سهلا، يمكن لأي محتال أن يحصل عليه.
فمن الروايات
التي يوردونها في قصته ما رووه عن السدي، قال: تزوج إسحاق امرأة فحملت بغلامين في
بطن، فلما أرادت أن تضعهما اقتتل الغلامان في بطنها، فأراد يعقوب أن يخرج قبل عيص،
فقال عيص: والله لئن خرجت قبلي لأعترضن في بطن أمي ولأقتلنها، فتأخر يعقوب، وخرج
عيص قبله، وأخذ يعقوب بعقب عيص، فخرج فسمي