اسم الکتاب : السلفية والنبوة المدنسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 123
الوجه لله، تسليما مطلقا ينتفي معه كل
اختيار، وقد نقل ابن القيم ـ وهو من أعلام السلفية ـ هذا المعنى عن أولياء هذه
الأمة، فنقل عن بعضهم قوله: (التوكل هو انطراح القلب بين يدي الرب، كانطراح الميت
بين يدي الغاسل بقلبه كيف يشاء. وهو ترك الاختيار، والاسترسال مع مجاري الأقدار)،
ونقل عن آخر قوله: (هو ترك تدبير النفس، والانخلاع من الحول والقوة. وإنما يقوى
العبد على التوكل إذا علم أن الحق سبحانه يعلم ويرى ما هو فيه)[1]
فهل يمكن أن
يكون هؤلاء الأولياء الذين نقل ابن القيم كلامهم وأقرهم عليه أعرف بالله من أنبياء
الله؟
إبراهيم (ع):
يعتبر القرآن
الكريم إبراهيم (ع) نموذجا مثاليا للرجل الأمة، أو الرجل الذي
يشكل بمفرده أمة كاملة من القيم، كما قال تعالى في وصفه: ﴿ إِنَّ
إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ
الْمُشْرِكِينَ ﴾ [النحل: 120]
فهو أمة
بروحانيته العميقة التي أهلته لأن يكون خليلا لله ﴿ وَاتَّخَذَ اللَّهُ
إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا﴾ [النساء: 125]