اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 73
يقول التويجري بعد نقله النقول الكثيرة عن ابن تيمية وغيره: (ولما ظهر
أهل الهيئة الجديدة في آخر القرن العاشر من الهجرة وما بعده وهم كوبرنيك البولوني
وهرشل الإنكليزي وأتباعهما من فلاسفة الإفرنج أصحاب الرصد والزيج الجديد أظهروا
خلاف ما كان عليه المسلمون فقالوا إن الشمس ساكنة لا تتحرك أصلا وإنها مركز العالم
وأن الأرض والنجوم تدور عليها وقد قلدهم في ذلك كثير من ضعفاء البصيرة من العصريين
فخالفوا ما كان عليه جماعة المسلمين منذ زمن النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) إلى زماننا، وهؤلاء ينبغي أن يوضح لهم الحق الذي جاء به القرآن
والسنة فمن أصر منهم بعد ذلك على المخالفة فهو كافر حلال الدم والمال لأنه قد عاند
الحق على بصيرة وأصر على تكذيب الله تعالى وتكذيب رسوله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم))[1]
بعد هذا الكم الكبير من التبديع والتكفير والتحريض على المخالفين للسلفية
في هذه المسألة نبحث عن مصادرهم النقلية التي استدعت منهم كل هذا الكم من الشدة.
وعند البحث عنها نجدها لا تعدو نصوصا يمكنهم لو طبقوا عليها مقاييسهم
لفهموها الفهم الصحيح..
فلو أنهم طبقوا مع الآيات الكريمة التي يستدلون بها كثيرا، وهي قوله
تعالى عن الملائكة عليهم السلام: ﴿يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ
مَا يُؤْمَرُونَ﴾ [النحل: 50] ما طبقوه في قوله: ﴿إِنَّ اللّهَ مَعَ
الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ﴾ [النحل 128] لانتفت
المشكلة في أذهانهم، فقد فسروا المعية هنا بمعية النصر والتأييد[2].
وقال ابن تيمية في قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ
وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ
الْوَرِيدِ﴾ [ق: 16]: (إن هذه الآية لا تخلو من أن يراد بها قربه سبحانه أو
قرب ملائكته كما قد اختلف الناس في ذلك، فإن أريد بها قرب الملائكة: فدليل ذلك من
[1] الصواعق الشديدة على اتباع الهيئة الجديدة (ص: 98).