اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 68
وقال في (مجموع الفتاوى) كعادته في نقل إجماع أهل الملل والنحل: (وقد
اجتمع أهل الأديان مع المسلمين على أن الله تعالى على العرش، وقالوا هم ليس على
العرش شىء وقال محمد بن اسحاق بن خزيمة امام الأئمة من لم يقل: إن الله فوق سمواته
على عرشه بائن من خلقه وجب أن يستتاب فان تاب والا ضربت عنقه ثم ألقى على مزبلة
لئلا يتأذى به اهل القبلة ولا أهل الذمة...)[1]
وقال الشيخ سليمان بن سحمان في (كشف الشبهتين): (وإذا كان أعداء الله
الجهمية، وعباد القبور قد قامت عليهم الحجة، وبلغتهم الدعوة، منذ أعصار متطاولة،
لا ينكر هذا إلا مكابر، فكيف يزعم هؤلاء الجهلة أنه لا يقال لأحدهم: يا كافر، ويا
مشرك، ويا فاسق، ويا متعور، ويا جهمي، ويا مبتدع وقد قام به الوصف الذي صار به
كافراً، أو مشركاً، أو فاسقاً، أو مبتدعاً وقد بلغته الحجة، وقامت عليه، مع أن
الذي صدر من القبورية الجهمية هؤلاء لم يكن من المسائل الخفية التي قد يخفى دليلها
على الإنسان فَيُتَوقَّف في حال أحدهم، لكن قد علم بالضرورة من دين الإسلام أن من
جحد علوا الله على خلقه، وأنكر صفاته ونعوت جلاله أنه كافر معطل لا يشك في ذلك
مسلم، فكيف يظن بالإخوان أنهم يقولون للمسلم يا سني: يا جهمي، وليس كذلك، أو يا
كافر أو يا مبتدع)[2]
وقال: (وإذا أنكر هذا الصنف علو الله على خلقه فهم كفار لأن الله تعالى
في أعلى عليين وأنه يدعى من أعلى لا من أسفل ومن زعم أن الاستواء بمعنى الاستيلاء
أو القدرة على الأشياء كما تقوله الجهمية فقد جحد علو الله على خلقه لأن الله
مستول على الأشياء كلها وقادر عليها فلو كان مستويا على العرش بمعنى الاستيلاء وهو
عز وجل مستول على الأشياء كلها لكان مستويا على العرش وعلى الأرض وعلى السماء وعلى
الحشوش