اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 67
وقال: (أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة،
والإيمان بها وحملها على الحقيقة لا على المجاز، إلا انهم لا يكيفون شيئا من ذلك
ولا يحدون فيه صفة محصورة وأما أهل البدع والجهمية والمعتزلة كلها والخوارج فكلهم
ينكرها ولا يحمل شيئا منها على الحقيقة، ويزعمون أن من أقر بها مشبه، وهم عند من
أثبتها نافون للمعبود، والحق فيما قاله القائلون بما نطق به كتاب الله وسنة رسوله
وهم أئمة الجماعة والحمد لله) [1]
وغيرها من النصوص التي يواجهون بها المنزهة، بل يواجهون بها النصوص
المقدسة التي تنزه الله عن الجهة وجميع مقتضياتها.
وهم لا يكتفون بنقل الإجماع على المسألة، وعدم اعتبار من ورد عنه
خلافها، وهم أكثر الأمة، بل يضيفون إلى ذلك ما تعودوا عليه من تكفير المنكر لها،
والتحريض عليه.
يقول ابن خزيمة (ت 311 هـ): (من لم يقل بأن الله فوق سمواته، وأنه على
عرشه، بائن من خلقه، وجب أن يستتاب، فإن تاب وإلا ضربت عنقه، ثم ألقي على مزبلة
لئلا يتأذى بنتن ريحه أهل القبلة ولا أهل الذمة)، وقال: (من لم يقر بأن الله على
عرشه قد استوى، فوق سبع سمواته فهو كافر حلال الدم، وكان ماله فيئا) [2]
وقد نقل ابن تيمية الإجماع على ما قاله ابن خزيمة، حيث قال في (درء تعارض
العقل والنقل): (وجواب هذا أن يقال القول بأن الله تعالى فوق العالم معلوم
بالاضطرار من الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة.. ولهذا كان السلف مطبقين على تكفير
من أنكر ذلك، لأنه عندهم معلوم بالاضطرار من الدين)[3]