responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 62

العظيم المتصف بكل الكمالات المنزه عن جميع أوصاف الحادثات لم تتجدد له تعالى بعد خلقها أوصاف لم تكن له من قبل خلقها.. وإذا كان الأمر كذلك فكيف تختص به تعالى جهة دون جهة؟ ويقال إنه في جهة العلو والفوق، وهذه الجهات إنما حدثت بعد خلق المخلوقات؟)[1]

ثم ذكر أن حصر الله في الجهات مقولة تجسيمية لم يقل بها أحد من المنزهة من هذه الأمة، قال: (إذا علمت ذلك فقد تبين وظهر ظهوراً جلياً أن هذه العقيدة، وهي تنزيه الله تعالى عن أن تحصره جهة من الجهات العلويات والسفليات هي العقيدة الإسلامية الصحيحة التي تليق بكمال الله تعالى، وهي عقيدة معظم الأمة المحمدية من أهل المذاهب الثلاثة وبعض الحنابلة وسادتنا الصوفية وهي التي تقتضيها الكمالات الإلهية وتؤيدها الإدراكات العقلية والنقلية، ولمن خالفهم وإن قلوا مستند وهو تمسكهم بظواهر النصوص بدون تدقيق ولا تحقيق، ولا تفكر بما يليق بالكمالات الإلهية وما لا يليق، فحكموا عليه تعالى بأنه في جهة العلو وفي جهة الفوق، ولم يبالوا بأن الجهات إنما هي من أوصاف الحادثات وقبل أن يخلقها تعالى لم يكن هنالك جهات إذ لا علويات ولا سفليات ولا شيء وقتئذ من المخلوقات حتى تحيط به تعالى الجهات)[2]

ومن الأدلة العقلية المنطقية التي أوردها قوله: (وأيضاً الجهات هي أمور نسبيات، فقد تكون جهة العلو لمخلوق هي جهة السفل لمخلوق آخر، إذ من المعلوم أن الأرض كروية وفي سائر جهاتها يوجد مخلوقات، فجهة العلو لقوم منهم هي جهة السفل لقوم آخرين، وكذا أجرام السموات المحيطة بالأرض)[3]


[1] رفع الاشتباه في استحالة الجهة على الله.

[2] رفع الاشتباه في استحالة الجهة على الله.

[3] رفع الاشتباه في استحالة الجهة على الله.

اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 62
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست