اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 251
يا
رسول الله، طوبى لهذا، عصفور من عصافير الجنة لم يعمل السوء، ولم يدر به، فقال: (أو
غير ذلك يا عائشة؟ إن الله عز وجل خلق للجنة أهلا،، وخلقهم لها، وهم في أصلاب
آبائهم، وخلق للنار أهلا، وخلقهم لها، وهم في أصلاب آبائهم)[1]
ورووا عن عن عبد الله بن الحارث قال: خطبنا عمر بن الخطاب بالجابية،
والجاثليق[2] ماثل بين يديه، والترجمان يترجم،
فقال عمر: من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، فقال الجاثليق: إن الله
تعالى لا يضل أحدا، ومن يضلل فلا هادي له، فقال عمر: ما تقول؟ فقال الترجمان: لا
شيء، ثم عاد في خطبته، فلما بلغ من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له،
قال الجاثليق: إن الله تعالى لا يضل أحدا، فقال عمر: ما تقول؟ فأخبره، فقال: كذبت
يا عدو الله، ولولا ولت[3] عهد لك لضربت عنقك، بل الله خلقك،
والله أضلك، ثم يميتك، ثم يدخلك النار إن شاء الله، ثم قال: إن الله عز وجل لما
خلق آدم عليه الصلاة والسلام، نثر ذريته، فكتب أهل الجنة، وما هم عاملون، وأهل
النار، وما هم عاملون، ثم قال: هؤلاء لهذه، وهؤلاء لهذه. وقد كان الناس تذاكروا
القدر، فافترق الناس، وما ينكره أحد)[4]
وروى عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): (إن الله عز وجل خلق
خلقه في ظلمة، فألقى عليهم من نوره، فمن أصابه اهتدى، ومن أخطأه ضل) [5]
وروى عن ابن عباس قال: (إن الله عز وجل ضرب منكبه الأيمن -أي آدم- فخرجت
كل نفس مخلوقة للجنة بيضاء نقية، فقال: هؤلاء أهل الجنة، ثم ضرب منكبه الأيسر
فخرجت كل نفس مخلوقة للنار سوداء، فقال: هؤلاء أهل النار، ثم أخذ عهدهم على
الإيمان