اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 226
سلمة عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) رأى ربه جعدًا قططا أمرد في حلة حمراء والصواب حلة خضراء)[1]
ثم يروي أحاديث الرؤية المنامية، ويبين انطباقها على الأحاديث الدالة على
الرؤية في اليقظة، فقد روى عن امرأة أبي بن كعب أنها سمعت رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) يقول رأيت ربي في المنام في
خضر من الفردوس إلى أنصاف ساقيه في رجليه نعلان من ذهب)[2]
ثم علق عليه بقوله: (وهذا الحديث الذي أمر أحمد بتحديثه قد صرح فيه بأنه
رأى ذلك في المنام، وهذه الألفاظ نظير الألفاظ التي في حديث ابن عباس) [3]
بل إنه فوق ذلك، وحتى يبين إمكانية الاستدلال بحديث الرؤية المنامية على صفة
الله، قال: ( وإذا كان كذلك فالإنسان قد يرى ربه في المنام ويخاطبه فهذا حق في
الرؤيا، ولا يجوز أن يعتقد أن
الله في نفسه مثل ما رأى في المنام فإن سائر ما يرى في المنام لا يجب أن يكون
مماثلا، ولكن لا بد أن تكون الصورة التي رآه فيها مناسبة ومشابهة لاعتقاده في ربه،
فإن كان إيمانه واعتقاده مطابقا أتي من الصور وسمع من الكلام ما يناسب ذلك، وإلا
كان بالعكس .. وليس في رؤية الله في المنام نقص ولا عيب يتعلق به سبحانه وتعالى
وإنما ذلك بحسب حال الرائي وصحة إيمانه وفساده واستقامة حاله وانحرافه)[4]
وما يريده ابن تيمية من هذا الكلام واضح، ذلك أنه يعرف أن المسلمين جميعا يعرفون أن محمدا (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) أعرف الخلق بربه، ولذلك رؤيته
مقاربة أو مطابقة لله نفسه.. خاصة إذا انضم إليها ما صححه من الأحاديث المتعلقة
بالرؤية الحسية.
وبهذا يختم السلفية حديثهم عن الرؤية والصورة ليصلوا إلى النتيجة الكبرى،
وهي أن
[1] بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم
الكلامية (7/ 196).
[2] بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم
الكلامية (7/ 194).
[3] بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم
الكلامية (7/ 194).