اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 21
ويقولون ـ بلسان عبد الرحمن بن حسين بن
محمد بن عبد الوهاب ـ: (روى
ابن جرير عن وهب بن منبه: فيأتون إلى الرحمن الرحيم فيسفر لهم عن وجهه الكريم حتى ينظروا
إليه ثم يقولون فأذن لنا بالسجود قدامك)[1]
وكما أن اليهود تنسب الفم واللسان الى
الله، كما في سفر أيوب (37/2-6):
(اسمعوا سماعًا رعد صوته والرمذمة الخارجة من فيه تحت كل السموات)، وهم يريدون ب
(من فيه): (من فمه)،نجد السلفية يقولون ـ بلسان ابن تيمية في معرض الرد على الجهمية ـ: (وحديث الزهري قال:
لما سمع موسى كلام ربه قال: يا رب هذا الذي سمعته هو كلامك؟ قال: نعم يا موسى هو
كلامي وإنما كلمتك بقوة عشرة آلاف لسان)[2]
ويقولون ـ بلسان الدارمي ـ: (قال كعب الأحبار: لما
كلم الله موسى بالألسنة كلها قبل لسانه طفق موسى يقول: أي رب ما أفقه هذا حتى
كلّمه آخر الألسنة بلسانه بمثل صوته يعني بمثل لسان موسى وبمثل صوت موسى)، ثم علق على هذا بقوله: (فهذه الأحاديث قد
رويت وأكثر منها ما يشبهها كلها موافقة لكتاب الله في الإيمان بكلام الله)[3]
وكما أن اليهود ينسبون التغير والحدوث والحركة والارتفاع والنزول الحسي الى
الله تعالى، كما في سفر التكوين (11/5): (فنـزل الرب لينظر المدينة والبرج اللذين كان بنو
آدم يبنوهما)، وفي نفس السفر (46/3-4): (فقال أنا الله إله أبيك... أنا أنزل معك
إلى مصر)، وفي سفر الخروج (19/21): (لأنه في اليوم الثالث ينـزل الرب أمام عيون
جميع الشعب على جبل سيناء) نجد السلفية ـ بلسان ابن تيمية ـ يقولون: (فثبت بالسنة والإجماع
أن الله يوصف بالسكوت، لكن السكوت تارة يكون عن التكلم وتارة عن إظهار الكلام
وإعلامه)[4]