اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 193
هذا أهون من اعتراض من يقول: ليس فوق العرش شيء، فينكر هذا وهذا)[1]
والمشكلة التي تنجر عن هذا القول أخطر من المشكلة التي يريدون حلها.. ذلك
أنه بناء على قولهم بالحيز والحدود والجسمية لله، فإن ذلك يقتضي أمرين: إما أن
ينزل الله وهو على عرشه إلى السماء الدنيا أو غيرها من المحال، وذلك محال .. لأن
العرش أكبر بكثير من السماء الدنيا.
وإما أن تصعد السماء الدنيا إليه، وذلك أيضا محال، ولا يتناسب مع الحديث
الذي يخبر بأن الله ينزل بذاته..
وعلى العموم، فلو طبقنا أي قول من تلك الأقوال، فإنها ستنسف كل ما أوردوه
في المسألة من تجسيم وتشبيه.. ولا يبقى لهم من حل إلا الخضوع للتنزيه الذي ذكره
القرآن الكريم، والذي دل عليه البرهان والعرفان.
ولهذا نرى السلفية يخشون من طرح أمثال هذه الأسئلة، فقد سئل الشيخ محمد
العثيمين هذا السؤال: (النزول عند أهل السنة معناه: أنه ينزل سبحانه بنفسه إلى السماء
الدنيا نزولاً حقيقيا يليق بجلاله ولا يعلم كيفيته إلا هو، ولكن هل يستلزم نزول
الله عز وجل خلو العرش منه أو لا ؟)
فأجاب الشيخ ابن عثيمن: (نقول أصل هذا السؤال تنطُّعٌ وإيراده غير مشكور
عليه مورده، لأننا نسأل هل أنت أحرص من الصحابة على فهم صفات الله ؟ إن قال: نعم .
فقد كذب . وإن قال: لا . قلنا فلْيَسَعْكَ ما وسعهم، فهم ما سألوا رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، وقالوا: يارسول الله إذا نزل
هل يخلو منه العرش ؟ وما لك ولهذا السؤال، قل ينزل واسكت يخلو منه العرش أو ما
يخلو، هذا ليس إليك، أنت مأمور بأن تصدِّق الخبر، لا سيما ما يتعلق بذات الله
وصفاته