اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 19
من النقائص والعيوب كقوله تعالى: ﴿لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ
الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ﴾ [آل عمران:
181] وقوله: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ﴾
[المائدة: 64]، فلو كان ما في التوراة من الصفات التي تقول النفاة إنها تشبيه
وتجسيم - فإن فيها من ذلك ما تنكره النفاة وتسميه تشبيهاً وتجسيماً بل فيها إثبات
الجهة وتكلم الله بالصوت وخلق آدم على صورته وأمثال هذه الأمور- فإن كان هذا مما
كذبته اليهود وبدلته كان إنكار النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) لذلك وبيان ذلك أولى من ذكر ما هو دون ذلك، فكيف والمنصوص عنه
موافق للمنصوص في التوراة، فإنك تجد عامة ما جاء به الكتاب والأحاديث في الصفات
موافقاً مطابقاً لما ذكر في التوراة.. والنصارى يشبهون المخلوق بالخالق في صفات
الكمال واليهود تشبه الخالق بالمخلوق في صفات النقص ولهذا أنكر القرآن على كل من
الطائفتين ما وقعت فيه من ذلك. فلو كان ما في التوراة من هذا الباب لكان إنكار ذلك
للهدى من أعظم الأسباب، وكان فعل النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) والصحابةِ والتابعين لذلك من أعظم الصواب، ولكان النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) ينكر ذلك من جنس إنكار النفاة،
فيقول إثبات هذه الصفات يقتضي التجسيم والتجسيد والتشبيه والتكييف والله منزه عن
ذلك. فإن عامة النفاة إنما يردون هذه الصفات بأنها تستلزم التجسيم - ومن المسلمين
وأهل الكتاب من يقول بالتجسيد - فلو كان هذا تجسيماً وتجسيداً يجب إنكاره لكان
الرسول إلى إنكار ذلك أسبق وهو به أحق. وإن كان الطريق إلى نفي العيوب والنقائص
ومماثلة الخالق لخلقه هو ما في ذلك من التجسيد والتجسيم كان إنكار ذلك بهذا الطريق
المستقيم كما فعله من أنكر ذلك بهذا الطريق هو الصراط المستقيم)[1]
ومن هنا نجد ذلك التشابه العجيب بين
العقائد السلفية والعقائد اليهودية.. فكما أن اليهود يعتقدون أن لله صورة حسية
جسمية، كما ورد في سفر التكوين (الاصحاح الأول: 26-28): (وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا
على شبهنا... فخلق الله الإنسان على