اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 172
العرش، ثم من بعدهم إلى أن يصل الأمر إلى محله الذي أراده الله.
ومن تلك الروايات التي استدلوا بها على هذا ما رفعوه إلى النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) من قوله: (ولكن ربنا- تبارك
وتعالى اسمه- إذا قضى أمرا سبح حملة العرش، ثم سبح أهل السماء الذين يلونهم، حتى
يبلغ التسبيح أهل هذه السماء الدنيا، ثم قال الذين يلون حملة العرش لحملة العرش
ماذا قال ربكم، فيخبرونهم ماذا قال)[1]
وقد استدلوا بهذا الحديث على أن (حملة العرش هم أول من يتلقى أمر الله،
ثم يبلغونه للذين يلونهم من أهل السموات، فكونهم أقرب الخلق إلى الله دليل على أن
العرش أقرب منهم إليه – سبحانه - لأنهم إنما يحملونه) [2]
وقد حددوا في بعض الروايات المسافة التي تفصل الله تعالى عن أقرب الخلق
إليه، فرووا عن النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
أنه قال: (إن أقرب الخلق إلى الله تعالى جبرائيل وإسرافيل وميكائيل وإنهم من الله
تعالى بمسيرة خمسين ألف سنة) [3]
ورووا عن سلفهم الكثير من الروايات التي تصور ذلك تصويرا حسيا واضحا حتى
لا يتعب عقل السلفي في وضع الاحتمالات المرتبطة بذلك، ومن تلك الروايات ما حدث به وهيب
بن الورد قال: (بلغني أن أقرب الخلق من الله عز وجل إسرافيل العرش على كاهله..
فإذا نزل الوحي دلي لوح من تحت العرش، فيقرع جبهة إسرافيل، فينظر فيه فيدعو جبريل
فيرسله، فإذا كان يوم القيامة أتى بإسرافيل ترعد فرائصه، فيقال: ما صنعت فيما أدى
إليك اللوح؟ فيقول: بلغت جبريل. فيدعى جبريل ترعد فرائصه فيقال: ما صنعت فيما بلغك
إسرافيل؟ فيقول: بلغت الرسل. فيؤتى بالرسل ترعد فرائصهم فيقال: ما صنعتم فيما أدى
إليكم جبريل؟ فيقولون: بلغنا الناس)[4]
وبناء على هذا الحديث التجسيمي فسروا قوله تعالى: ﴿فَلَنَسْأَلَنَّ
الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (6) فَلَنَقُصَّنَّ
عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ (7)﴾ [الأعراف: 6، 7]، ورووا
عن وهب بن منبه ما هو أكثر تفصيلا وتجسيما، حيث قال: (إذا كان يوم القيامة يقول
الله عز