اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 17
وهكذا نجد إماما من أئمة اليهود مثل محمد بن كعب القرظي يعقد المجالس
ليفسر القرآن على الطريقة اليهودية، كقوله:(كأن الناس إذا سمعوا القرآن من في
الرحمن يوم القيامة فكأنهم لم يسمعوه قبل ذلك)[1].
ومثله عبد الله بن سلام الذي رووا عنه قوله: (والذي نفسي بيده إن أقرب
الناس يوم القيامة محمد (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) جالس عن يمينه على كرسي)[2]
وهذه النصوص وغيرها كثير تدل على تفريط الأمة في تلك الوصايا الكثيرة
التي حذر فيها رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) من أن ترغب الأمة عن كتاب الله إلى غيره من الكتب.
ومن هذه البوابة دخلت المعرفة التجسيمية اليهودية كتب المسلمين.. بل ألفت
فيها المؤلفات الكثيرة بأسماء خطيرة.. كعقيدة السلف، وعقيدة أهل الأثر، وعقيدة أهل السنة
والجماعة، مثل: (عقيدة أهل السنة أصحاب الحديث) للإمام إسماعيل الصابوني، و(شرح
أصول اعتقاد أهل السنة) للالكائي ..
أو باسم التوحيد، مثل (كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب) للإمام ابن خزيمة،
و(اعتقاد التوحيد) لأبي عبد الله محمد بن خفيف، و(كتاب التوحيد) لابن منده.
أو باسم السنة، وهذه ظاهرة خطيرة شملت كثيرا من المؤلفات في القرون
الأولى، ككتاب (السنة) للإمام أحمد بن حنبل، وكذلك السنة لابنه عبد الله، و(السنة)
للخلال، و(السنة) للعسال، (السنة) للأثرم، و(السنة) لـأبي داود.. وخطورة هذه
التسمية هي ما توحيه بأن العقائد التجسيمية الواردة فيها عقائد سنية، أي ليست
عقائد مبتدعة.. وهكذا تحول التنزيه بفعل تلك الكتب بدعة.. وتحول التجسيم سنة.
ولهذا نجد ابن تيمية - مع تحذيراته الكثيرة من كتب المنزهة في العقائد
ككتب