responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 164

 

ونبدأ ذلك ببيان اتفاق العرفان مع البرهان على معنى القرب الإلهي.. وقد ذكر ذلك كل العرفاء، ومنهم الشيخ عبد الغني النابلسي الذي وضح معنى القرب الإلهي، فقال: (إن قرب الكائنات منه تعالى قرب أثر من مؤثر، وقرب معلوم من عالم به لا يعزب عن علمه شيء، وبعد الكائنات منه تعالى عدم مناسبتها له وعدم مشابهتها له ولا بوجه من الوجوه)[1]

وقال الشيخ أحمد زروق: ( قرب المسافات والنسب والمداناة: وهو قرب الأجسام، وسائر المحدثات، فلا يليق بالحق سبحانه، ولا يجوز عليه)[2]

وقال الغزالي: ( القرب منه ليس بالمكان، وإنما هو باكتساب الكمال على حسب الإمكان . وأن كمال النفس بالعلم والعمل، والاطلاع على حقائق الأمور، مع حسن الأخلاق )[3] .

وقد ذكر الشيخ العارف أبو العباس التجاني ناحية مهمة لو تأملها السلفيون لانتفت عنهم كل الشبهات المرتبطة بالتجسيم وما يلزم منه، فقال: (معية الحق بذاته لكل ذرة من الموجودات وقربه لكل ذرة من الموجودات صفتان نفسيتان يتوقف تعلقهما على تعقل ماهية الذات، وحيث كان تعقل ماهية الذات ممنوعا لا سبيل إليه للعقل والفكر، كذلك تعقل هاتين الصفتين معية وقرباً لكل شيء من الموجودات تعقلهما من وراء طور العقل والحس، فلا اتصال ولا انفصال ولا مسافة للقرب والبعد ولا أينية ولا حلول ولا مكان ولا دخول ولا خروج ولا تتعدد الذات بتعددها بالمعية )[4]

وهكذا نرى العرفاء يخبرون عن شهودهم لقرب الله المطلق من كل ذرة من ذرات الوجود، تصديقا لما ورد في القرآن الكريم من ذلك.


[1] - الشيخان حسن البوريني والشيخ عبد الغني النابلسي – شرح ديوان ابن الفارض – ج 1 ص 228 .

[2] - الشيخ أحمد زروق – شرح الحكم العطائية – ص 319 0

[3] - الإمام الغزالي – ميزان العمل – ص 293 0

[4] - الشيخ علي حرازم ابن العربي – جواهر المعاني وبلوغ الأماني في فيض سيدي أبي العباس التجاني – ج 1 ص 235 .

اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 164
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست