اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 151
تعالى
؛ كالنَّفس، والوجه، والعين، واليد، والرِّجل، والإتيان، والمجيء، والنُّزُول إلى
السـماء الدنيا، والاستواء على العرش، والضحك، والفرح)[1]
ومن غرائب المجادلات مع المنزهة التي يوردها السلفية في هذا المجال ما
ينقلونه عن ابن قتيبة في حل الإشكالات الكثيرة التي ينشئها الحديث السابق: (ونحن
نقول: إنَّ هذا الحديث صحيح، وإن الذي ذهبوا إليه في تأويل الإصبع لا يشبه الحديث
؛ لأنه عليه السلام قال في دعائه: (يا مقلب القلوب!ثبت قلبي على دينك)، فقالت له
إحدى أزواجه: أوَ تخاف يا رسول الله على نفسك؟ فقال: (إنَّ قلب المؤمن بين أصبعين
من أصابع الله عَزَّ وجَلَّ)، فإن كان القلب عندهم بين نعمتين من نعم الله تعالى ؛
فهو محفوظ بتينك النعمتين ؛ فلأي شيء دعا بالتثبيت؟ولِمَ احتج على المرأة التي
قالت له: أتخاف على نفسك؟ بما يؤكد قولها؟ وكان ينبغي أن لا يخاف إذا كان القلب
محروساً بنعمتين. فإن قال لنا: ما الإصبع عندك ها هنا؟ قلنا: هو مثل قولـه في
الحديث الآخر: (يحمل الأرض على إصبع)، وكذا على إصبعين، ولا يجوز أن تكون الإصبع ها
هنا نعمة، وكقولـه تعالى: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً
قَبْضَتُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ﴾، ولم يجز ذلك. ولا نقول:
إصبعٌ كأصابعنا، ولا يدٌ كأيدينا، ولا قبضةٌ كقبضاتنا ؛ لأن كل شيء منه عَزَّ
وجَلَّ لا يشبه شيئاً منا)[2]
ومن الصفات التي يربطونها بالأصابع [الأَنَامِلُ]، ويعتبرونها من الصفات
الذاتية لله تعالى، ويستدلون لها بما رووه عن معاذ بن جبل قال: ( .. فإذا أنا بربي
عَزَّ وجَلَّ (يعني: في المنام، ورؤى الأنبياء حقٌ ) في أحسن صورة، فقال: يا محمد!فيم
يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري رب! قال: يا محمد!فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري رب! قال: يا