وقال الإمام أحمد: (وكما صح الخبر عن رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) ؛ أنه قال: (وكلتا يديه يَمِين)، الإيمان بذلك، فمن لم
يؤمن بذلك، ويعلم أنَّ ذلك حق كما قال رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) ؛ فهو مُكَذِّبٌ برسول
الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم))[2]
ومن الوظائف التي ذكرها السلفية لليدين (البَسْطُ والقَبْضُ)، وهما
مصطلحان قرآنيان، ورد بهما اسمي الباسط والقابض، كما قال تعالى: ﴿وَاللهُ يَقْبِضُ
وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ [البقرة: 245]، وقال: ﴿إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ
الرِّزْقَ لِمنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ﴾[الإسراء: 30]، ومع أن
دلالتهما في القرآن الكريم عميقة جدا إلا أن السلفية يربطونهما باليد..
ومن الأحاديث التي رووها للدلالة على هذا ما رووه في بعض صيغ حديث النزول
وهي صيغة خطيرة جدا، لأنها تصور الله تعالى بصورة الشحاذ المستجدي، فقد رووا عن
أبي هريرة قوله: (.. ثم يبسط يديه تبارك وتعالى ؛ يقول: من يقرض غير
عَدُومٍ ولا ظَلُوم)[3]
قال ابن تيمية في تقرير هذه الوظيفة: (ووصف نفسه (يعني: الله) ببسط
اليدين، فقال﴿..بَل يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ﴾، ووصف بعض خلقه ببسط
اليد في قولـه تعالى: ﴿وَلا تَجْعَل يَدَكَ مَغْلُولَةً
إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُل البَسْطِ﴾، وليس اليد كاليد، ولا
البسط كالبسط..)[4]، أي أن كيفية بسط لله ليده تختلف عن الكيفية التي يبسط بها الخلق
أيديهم.
ومن الوظائف التي ذكرها السلفية لليدين (الْحَثْوُ)، وقد رووا للدلالة على
هذه الوظيفة أن رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
قال: (وعدني ربي أنَّ يدخل
الجنة من أمتي سبعين ألفاً لا حساب عليهم