responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 128

المعنى ظاهر اللفظ في حق الله تعالى، فإنَّ كل من يفهم الخطاب ويعرف اللغة ؛ يعلم أنَّ الرسول (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) لم يخبر عن ربه بلبس الأكسية والثياب)[1]

هذا نموذج من طروحاتهم المتعلقة بما يسمونه (صفات ذات)، وهي في الحقيقة ليست سوى أعضاء وتراكيب لله.. وإنما ذكرنا النص بطوله لنتبين المنطلقات الفكرية التي يصدرون منها في أمثال هذه العقائد الخطيرة .. فهم لا يصدرون من براهين عقلية ولا قرآنية .. وإنما من كلام أسلافهم الذين ملأوهم خوفا من التجهم .. فصاروا يفضلون التشبيه والتجسيم على أن يرموا بالتجهم والتعطيل.

ومن الروايات الصريحة التي يستندون إليها في القول بجواز التركيب على الله ما رووه عن عكرمة قال: (إن الله عز وجل إذا أراد أن يخوف عباده أبدى عن بعضه إلى الأرض فعند ذلك تزلزل، وإذا أراد أن تدمدم على قوم تجلى لها)[2]

وقد صرح ابن القيم بصحة هذه الرواية، بل اعتبر ما ورد فيها من العقائد التي أثبتها في نونيته المشهورة التي لا يزال السلفيون يحفظونها، ويحرصون عليها، فقد جاء فيها:

وزعمت أن الله أبدى بعضه للطور حتى عاد كالكثبان

لما تجلى يوم تكليم الرضى موسى الكليم مكلَّم الرحمن[3]

وقد استشهد ابن تيمية بهذه الرواية على صحة إطلاق القول بأن الصفة بعض الموصوف ـ وهو يريد في الحقيقة بأن العضو بعض الجسم ـ فيقول: (وأما إطلاق القول بأن الصفة بعض الموصوف وأنها ليست غيره، فقد قال ذلك طوائف من أئمة أهل الكلام وفرسانُهم. وإذا حُقق الأمر في كثير من هذه المنازعات لم يجد العاقل السليم العقل ما


[1] شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري (2/383).

[2] السنة 2/470(1069) الفردوس بمأثور الخطاب للديلمي 1/248(961) وعزاه ابن تيمية في الفتاوى الكبرى 5/87 إلى الطبراني في كتاب السنة.

[3] انظر شرح قصيدة ابن القيم لأحمد بن إبراهيم 1/230

اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 128
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست