اسم الکتاب : رسول الله..والقلوب المريضة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 87
ورحمة.
وهذا يتنافى تماما مع تلك الصورة الجميلة التي صور القرآن الكريم بها
رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)،
وصورته بها الأحاديث الكثيرة.
والغرض من كل هذا التشويه هو تحويل تلك الدعوات التي دعي بها على معاوية
ومن هو من صنوه إلى رحمة وكفارة وقربة.
يقول ابن كثير في (البداية والنهاية) عند ترجمته لمعاوية بن أبي سفيان: (وقد انتفع
معاوية بهذه الدعوة في دنياه وأخراه.. أما في دنياه: فإنه لما صار إلى الشام
أميرا، كان يأكل في اليوم سبع مرات يجاء بقصعة فيها لحم كثير، وبصل فيأكل منها، ويأكل
في اليوم سبع أكلات بلحم، ومن الحلوى والفاكهة شيئا كثيرا، ويقول : والله ما أشبع
وإنما أعيا، وهذه نعمة ومعدة يرغب فيها كل الملوك.. وأما في الآخرة: فقد أتبع مسلم
هذا الحديث بالحديث الذي رواه البخاري وغيرهما من غير وجه عن جماعة من الصحابة.أن
رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) قال: (اللهم إنما أنا
بشر فأيما عبد سببته أو جلدته أو دعوت عليه وليس لذلك أهلا فاجعل ذلك كفارة وقربة
تقربه بها عندك يوم القيامة)[1]
وقد أيده في قوله هذا النووي فقال: (وقد فهم مسلم رحمه الله من هذا
الحديث أن معاوية لم يكن مستحقا للدعاء عليه، فلهذا أدخله في هذا الباب، وجعله
غيره من مناقب معاوية لأنه في الحقيقة يصير دعاء له)[2]