اسم الکتاب : رسول الله..والقلوب المريضة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 81
المذهبية تقف موقفا سلبيا ساخرا من هذه الناحية من نواحي العظمة في شخص
رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم).
وكمثال على ذلك تلك الانتقادات الشديدة التي ووجه بها البوصيري على قوله
في البردة:
فإن من جودك الدنيا وضرتها ... ومن
علومك علم اللوح والقلم
فقد قال بعضهم ردا عليه: ( مثل هذهِ الأوصاف لا تصح إلا لله – عز وجل – وأنا أعجب لمن يتكلم بهذا الكلام إن كان يعقل معناهُ كيف يسوّغ لنفسهِ أن يقول مُخاطباً النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): (فإن من جودك الدنيا وضرتها)، (ومن) للتبعيض، والدنيا هي الدنيا وضرتُها هي الآخرة، فإذا كانت الدنيا والآخرة من جود الرسول عليه
الصلاة والسلام – وليس كل جودهِ فما الذي بقي لله عز وجل ؟ ما بقي لهُ شيء من الممكن لا في الدنيا ولا في الآخرة وكذلك قولهُ: ومن علومك علم اللوح والقلم. (ومن) هذه للتبعيض ولا أدري ماذا يبقى لله تعالى من العلم إذا خاطبنا الرسول عليه الصلاة والسلام بهذا الخطاب؟)[1]
وهذا النص يرينا مدى محدودية القدرة الإلهية والعلم الإلهي لدى هؤلاء..
وكيف لا يكونون كذلك، وهم يعتقدون محدودية الذات الإلهية، والتي لا تساوي في عقائدهم
التي يسمونها [عقائد السنة] بعض الأجرام السماوية التي يمتلئ بها الفضاء الفسيح.
ومن مظاهر تهوين السنة المذهبية لهذه الخاصية العظيمة من خواص النبوة ـ
زيادة على هذا الموقف العام ـ قصر أصحاب السنة المذهبية علم رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) على الأمور الدينية، ويستندون
في ذلك إلى ذلك الحديث الخطير الذي جعلوا منه معولا هدموا به كل ما ورد في النصوص
المقدسة من شمولية علم رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم).
والحديث هو ما روي أن رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) قدم المدينة وهم يلقحون النخل، فقال: ( ما