اسم الکتاب : رسول الله..والقلوب المريضة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 70
التي مر بها، والتي كانت تستدعي منه أن يأخذ حظه من النوم بالليل، ولكنه
كان يأبى ذلك.. ويجعل أكثر ليله قياما لله، بعد نهار ممتلئ بالمشاق والمتاعب..
وقد نقل حذيفة مشهدا من مشاهد قوة رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) في العبادة، فقال: صليّت مع النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) ذات ليلة، فافتتح
البقرة فقلت: يركع عند المائة. قال: ثُمّ مضى فقلت: يصلي بها في ركعة فمضى، فقلت:
يركع بها ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترسلاً إذا مرّ
بآية فيها تسبيح سبّح، وإذا مرّ بسؤال سأل، وإذا مر بتعوّذ تعوَّذ، ثم ركع فجعل يقول:
سبحان ربي العظيم، فكان ركوعه نحواً من قيامه، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ثم قام
طويلاً قريباً مما ركع، ثم سجد فقال: سبحان ربي الأعلى، فكان سجوده قريباً من
قيامه[1].
وعن عبد الله بن مسعود، قال: صليّت مع النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) ذات ليلة فلم يزل قائماً حتى هممت
بأمر سوءٍ. قلنا: ما هممت؟ قال: هممت أن أجلس وأدعه[2].
وعن عائشة قالت: كان رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) إذا صلى قام حتى تتفطّر رجلاه،
قالت عائشة: يا رسول الله أتصنع هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟
قال: يا عائشة، أفلا أكون عبداً شكوراً[3]؟
وهكذا كان (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) في جميع الشعائر التعبدية، فقد كان ـ وفي تلك الصحراء شديدة الحر،
ومع كل تلك الجهود العظيمة التي تنوء بها الجبال ـ يقضي معظم أيامه صائما، وفوق
ذلك، وبعد أن يفطر الناس لا يسارع إلى الإفطار إذا حل وقته كما يسارع الناس، بل
كان يواصل.. أي يصل في صومه ليله بنهاره.. فعن أنس عن النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) قال:(لا تواصلوا)،
قالوا: إنك