responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسول الله..والقلوب المريضة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 68

 

رسول الله .. والقوة

يمكن اعتبار القوة صفة من صفات رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) الكبرى التي يتفق العقل والنقل في إثباتها له..

فالعقل الفطري الذي لم يتدنس بدنس الحقد والأهواء يقر بأنه لم يوجد في الدنيا جميعا رجل استطاع ـ مع انعدام كل الوسائل المادية ـ أن ينشر من الهداية والنور ما نشره رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم)، وكأن العالم قبل وجوده يختلف تماما عن العالم بعد وجوده.. وكأن البشرية تحولت بعد بزوغ نوره بمرحلة متقدمة جدا في طور الإنسانية مقارنة بالمرحلة التي سبقت ظهوره.

وذلك كله لا يستطيع القيام به ـ من الناحية العقلية والمنطقية ـ إلا من أوتي من القوة بجميع أنواعها وحبالها.

بالإضافة إلى هذه البديهية العقلية، فإن التأمل في حياة رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم)، والنظر إلى صورته في القرآن الكريم وفي السنة الصحيحة يثبت هذا، ويؤكده، بل يضيف إليه أبعادا لا يستطيع العقل المجرد أن يكتشفها.

فأول قوة لرسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) هو تلك الطاقة العجيبة التي جعلته يتحمل وحي الله، ويصبح واسطة بين الله وعباده.. وهذه طاقة لا يستطيع العقل المجرد تصورها، وقد أشار الله تعالى إلى ثقلها وعظمها وشدتها، فقال: ﴿إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا﴾ [المزمل: 5]، والقول الثقيل هنا ليس فقط بمعناه، وإنما باستقباله أيضا.

ولهذا ورد في السنة المطهرة ما يدل على تلك المعاناة الشديدة التي يتحملها رسول الله a عند تلقيه للوحي، فقد ورد في الحديث عن زيد بن ثابت قال: أنزل على رسول الله

اسم الکتاب : رسول الله..والقلوب المريضة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 68
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست