اسم الکتاب : رسول الله..والقلوب المريضة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 63
الأنصار، فوعظهن، وذكرهن، وأمرهن أن يتصدقن، ولو من حليهن، ثم قال: (ألا
عست امرأة أن تخبر القوم بما يكون من زوجها إذا خلا بها، ألا هل عسى رجل أن يخبر
القوم بما يكون منه إذا خلا بأهله)، فقامت امرأة سفعاء الخدين، فقالت: والله إنهم
ليفعلون، وإنهن ليفعلن. فقال (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): (فلا تفعلوا ذلك، أفلا أنبئكم ما مثل ذلك؟ مثل شيطان لقي
شيطانة بالطريق، فوقع بها، والناس ينظرون)[1]
فمع أن أصحاب السنة المذهبية يروون هذا الحديث، ويطبقونه في حياتهم أحسن
تطبيق، فلا نرى أحدهم يذكر علاقته بأهله.. لكنهم مع رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) يتجرؤون فيذكرون ما
يستحيا من ذكره..
ومن الروايات الورادة في هذا المجال ـ والتي يرتجف الفؤاد من ذكرها
وسماعها ـ ما رواه مسلم تحت عنوان (باب: ندب من رأى امرأة فوقعت في نفسه إلى أن
يأتي امرأته أو جاريته فيواقعها)
ثم أورد رواية عن جابر أن رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) رأى امرأة، فأتى امرأته زينب، وهي
تمعس منيئة لها، فقضى حاجته ثم خرج إلى أصحابه، فقال: (إن المرأة تقبل في صورة
شيطان، وتدبر في صورة شيطان، فإذا أبصر أحدكم امرأة، فليأت أهله، فإن ذلك يرد ما
في نفسه)[2]
وفي رواية أخرى، أو حادثة أخرى ـ كما يذكر أصحاب السنة المذهبية عند تعدد
الروايات ـ عن عبد الله بن مسعود قال: رأى رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) امرأة فأعجبته، فأتى سودة وهي تصنع
طيبا وعندها نسوة، فأخلينه، فقضى حاجته، ثم قال: (أيما رجل رأى امرأة فأعجبته
فليأت أهله فإن معها مثل الذي معها)[3]