اسم الکتاب : رسول الله..والقلوب المريضة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 18
ورد في السنة النبوية ـ يقول لبلال: (أرحنا بها يا بلال)[1]، وكان يعتبر الصلاة قرة
عينه[2] ..
وكان فوق ذلك أقرب الخلق إلى الله، وأعلم الخلق بالله، وبأمر الله، وبكون
الله، فلذلك
من الخطأ الكبير أن نتهمه بالجهل أو الغفلة أو الخطأ أو أي لون من هذا القبيل.
وهكذا، فإن العقل والنقل يدلان على الطهارة المطلقة للمصطفى من الله
للوساطة بينه وبين خلقه، لأنه لو لم يكن كذلك لكان ذلك حائلا بينه وبين القدرة على
التلقي من الملأ الأعلى، فتلك القدرة تحتاج إلى مرآة صافية ممتلئة بالطهارة
والقدسية حتى لا تختلط الحقائق المقدسة بأهواء النفوس ودنسها، كما قال تعالى: ﴿كَلَّا
بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [المطففين: 14]
وقد فسر (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) الآية بقوله: (إن العبد إذا أذنب ذنباً كانت نكتة سوداء في قلبه، فإن تاب
منها صقل قلبه، وإن زاد زادت)[3]
انطلاقا من هذه الحقائق نحب أن نرى هنا باختصار الصورة التي يحملها أهل
القلوب المريضة عن النبوة، وكيف نزلوا بها إلى الدركات السفلى، حتى تصوروا أن
النبي ليس سوى ساعي بريد لم يكن له من دور إلا تبليغ رسالة ربه.
وسنقتصر على علم من أعلام السنة المذهبية لنرى موقفه من النبوة، ثم كيف
سرى ذلك إلى الموقف من النبي نفسه.
وهذا العلم هو شيخ الإسلام البشري، وحافظ السنة المذهبية (ابن تيمية)،
والذي
[2] أما تلك الزيادة الواردة:
(حبب إلي من دنياكم النساء)، فأرى أنها موضوعة، فرسول الله a هو سيد الزاهدين، وأعظم
الزهد الزهد في هذا الجانب، وقد طبقه رسول الله a في أحسن صوره كما شرحنا ذلك بتفصيل في كتاب [النبي المعصوم]
[3] رواه الترمذي والنسائي،
وقال الترمذي: حسن صحيح.
اسم الکتاب : رسول الله..والقلوب المريضة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 18