responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسول الله..والقلوب المريضة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 16

رسول الله .. والعصمة

من أهم ما يميز الذين يصطفيهم الله للوساطة بينه وبين خلقه عن غيرهم من الناس (العصمة)، لأنها تعني الصفاء التام للمعدن الذي يتلقى عن الله، ويكون واسطة بينه وبين خلقه.. ولذلك ورد في النصوص المقدسة الدعوة المطلقة للاهتداء بهديهم.. وفي كل أحوالهم، كما قال تعالى بعد ذكره لبعض أسماء الرسل عليهم الصلاة والسلام: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ﴾ [الأنعام: 90]

وهكذا أمرنا الله تعالى بأن نلتزم كل شيء من رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) التزاما مطلقا، فقال: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21]

وورد في السنة النبوية المطهرة توضيح لهذه الحقيقة العظيمة، إلى الدرجة التعبير بأن رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) هو نفسه القرآن الكريم.. وليس هناك من فرق بينهما إلا أن أحدهما صامت والآخر ناطق.

وكما أن القرآن الكريم محفوظ من التحريف، ومحفوظ من أن يأيته الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فكذلك رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) محفوظ ومعصوم عصمة مطلقة، فلا يصدر عنه إلا الكمال المحض..

بل إن رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم)، ومثله سائر الأنبياء، والمصطفين يحلقون في عوالم من الكمال لا يمكن تقدير قدرها.. ولذلك نحن لا نرى منهم إلا ظلالا باهتة حقيرة بجنب حقيقتهم العظيمة..

ويكفي تصور وظيفتهم لتندك عروش عقولنا.. فهؤلاء ليسوا سفراء أمريكا ولا روسيا .. بل هم سفراء الله الذين خلق كل شيء.. والذين اختارهم من بين خلقه جميعا ليعرفوا

اسم الکتاب : رسول الله..والقلوب المريضة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 16
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست