responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسول الله..والقلوب المريضة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 14

 

رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم)، وورد مثلها في الأحاديث الكثيرة، وفوق ذلك تؤيدها الفطرة الصافية والعقل السليم. فإن وجدت الحديث موافقا لها، قلت به، وصدقته حتى لو كان راويه متهما بالضعف.. وكل حديث مخالف لذلك أنكرته ونقدته حتى لو كان الراوي قد وثق من الجميع..

لأني أعتقد أنه من الصعوبة، بل من المحال التوثيق المطلق والتضعيف المطلق لأي راو، فقد قال تعالى لرسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) في شأن المنافقين: ﴿وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ﴾ [التوبة: 101]، فإن كان رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) يخفى عليه ـ بحسب الآية الكريمة ـ بعض المنافقين، فكيف لا يخفى على ابن معين أو ابن أبي حاتم أو البخاري بعض أصحاب القلوب المريضة الذين تسللوا لكتب الحديث ليجعلوها وسيلة لتشويه رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم)، وتحريف الدين.

بعد هذا قد يقول قائل: لم الاصطياد في المياه العكرة؟ ولم الحديث في الأمور المتشابهة؟ ولم التصدي لما يثير الفتنة؟

والجواب لكل من يقدر رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) حق قدره بسيط، ذلك أن قطرة واحدة من السم يمكنها أن تحول من الطعام اللذيذ سما قاتلا.. والسكوت على من وضع تلك القطرة بحجة صغر حجمها سكوت على من يسمم الناس ويقتلهم.

وهكذا الأمر بالنسبة للسنة المطهرة.. فقد دست بعض الأحاديث في جوانب مختلفة لتشوه صورة رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم).. وحديث واحد منها يمكنه أن يحطم تلك الصورة الجميلة ليحولها إلى الجهة المعاكسة تماما.

ونحن في حياتنا، وفي علاقاتنا المختلفة نمارس هذا، فنحن قد نصطدم مع بعض الناس، بل نهجرهم هجرا تاما لشيء فعلوه، أو موقف وقفوه حتى لو كان محدودا جدا وبسيطا جدا، لكننا نلغي به كل حسنات من فعل ذلك الفعل، أو وقف ذلك الموقف.

اسم الکتاب : رسول الله..والقلوب المريضة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 14
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست