اسم الکتاب : رسول الله..والقلوب المريضة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 101
رسول الله .. والشياطين
مع أن في القرآن الكريم الكثير من الآيات التي تبين ضعف الشيطان أمام
عباد الله المخلصين سواء كانوا أنبياء أو غير أنبياء، مع ذكر النماذج التطبيقية
على ذلك إلا أننا نجد في تراثنا الحديثي، وما تبعه من الفهم السلفي صورة لرسول
الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، وهو يقف ضعيفا أمام
الشيطان، حتى أنه يتسلط عليه في أخطر ما ندب إليه، وهو تبليغه للقرآن الكريم.
بل نجد الشيطان الرجيم يفر من أصحابه، ويخاف منهم، ويسلك خلاف مسالكهم،
بينما لا يستشعر أي خوف منه (صلیاللهعلیهوآلهوسلم).. مع أن الشيطان لا يعظم خوفه إلا ممن قويت صلتهم بالله،
وعظم قربهم منه، وكثر ذكرهم له.
بل إنهم يصورون أن رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) كان من الضعف أمام الشيطان بحيث كان كل حين يحتاج إلى عملية
جراحية خاصة لتخرج منه الشريحة التي يتصل الشيطان من خلالها بقلبه.
بل إنهم يصورون أن الشيطان يتسلط على رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) كل حين، فيسب ويشتم ويلعن من لا
يستحق السب ولا الشتم ولا اللعن.. ولذلك وجد مخرجا أو حيلة لذلك بتحويل كل سبابه
ولعناته وشتائمه إلى رحمة إلهية.
هذا الكلام الخطير الذي نقوله ليس دعاوى.. ولا مجرد اتهامات لا أساس
لها.. وإنما هو وللأسف الشديد ـ مما يمتلئ به تراثنا الحديثي، بل أصبح إنكاره أو
نقده نوعا من البدعة .. بل يهدد منكره من الطرد من الفرقة الناجية، ومن السنة
والجماعة..
ولإثبات ذلك نبدأ بعلاقة الشيطان برسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) في أوائل حياته قبل النبوة.. والتي
اتفق الجميع ـ حتى المشركون أنفسهم ـ أنها كانت ممتلئة بالصدق والطهارة وحسن
الخلق.. ولكن الفرق بين تفسير قومه (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) لذلك وتفسير أهل السنة المذهبية لذلك مختلف تماما.
اسم الکتاب : رسول الله..والقلوب المريضة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 101