اسم الکتاب : دعاة على أبواب جهنم المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 11
لكنه ولتواضعه وأدبه وعفافه وزهده
واهتمامه بأداء وظيفته على أحسن ما يكون كان محبوبا عند عوام الناس، ولذلك كان
الكثير منهم يعينه في تنظيف المسجد، وفي تنظيم الأطفال الذين يداومون على الحضور
لحفظ القرآن الكريم.. وغير ذلك من الخدمات التي يحتاجها المسجد.
ظللنا فترة على هذه الصفة إلى أن
ظهر فينا بعض الأغنياء ورجال الأعمال الذين بدا لهم فجأة أن يجمعوا بين المال
والدين.. وقد فرحنا بهم في مسجدنا كثيرا.. خاصة وأنهم غيروا الزرابي العتيقة،
وأبدلوها بزرابي جديدة، ثم غيروا دورات المياه.. ثم غيروا صباغة المسجد، وأضافوا
الكثير من الزخارف فيه.. وقد بالغوا في ذلك قليلا لأن الكثير من أهل القرية
استبدلوا الجلوس الهادئ في المسجد للذكر أو القراءة بالتجول في أنحائه ورؤية
الزخاف والألوان والتعجب منها ومن جمالها.
مهما كان ذلك، فقد كنا راضين عن
هؤلاء، ندعو لهم كل حين بالثبات، وبأن يبارك الله في أموالهم.. وكان إمام المسجد
يفعل ذلك كل جمعة.. فكلما قدموا خدمة من الخدمات ذكرهم وشكرهم ودعا لهم..
لكن هؤلاء الأغنياء لم يكفهم أن
يغيروا الحالة المادية للمسجد، وإنما أرادوا أن يضيفوا إلى القرية أشياء جديدة لم
تكن تخطر على أعيان القرية وكبارها على بال..
اسم الکتاب : دعاة على أبواب جهنم المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 11