اسم الکتاب : القرآن والأيدي الآثمة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 45
النورة ووضعوا له الحمام، فكان أول
من دخل الحمام فلما وجد مسه قال:( أوه من عذاب أوه أوه قبل أن لا ينفع أوه )
وقد ذكر الثعلبي وغيره أن سليمان
لما تزوجها أقرها على مملكة اليمن وردها إليها، وكان يزورها في كل شهر مرة، فيقيم
عندها ثلاثة أيام ثم يعود على البساط، وأمر الجان فبنوا له ثلاثة قصور باليمن:
غمدان وسالحين وبيتون.
قال الشيخ: طهروا كتب تفسيركم من
هذا الرفث، فالحقائق الجميلة الطاهرة للقرآن الكريم لا ينجسها إلا هذا اللغو الذي
تملؤون به أسفاركم، وتضيعون به أوقاتكم، وتنشغلون به عن ربكم.
قال التلميذ: ألا يمكن، يا معلم، أن
نستفيد من موقف سليمان u مع ملكة سبأ فنجعله أسلوبا من أساليب الدعوة لله في عصرنا؟
قال الشيخ: بل لم يذكره القرآن
الكريم إلا لتستخدموه، فلو أن رجالا من هذه الأمة رفعوا هممهم وسخروا السنن التي
وضعها الله لهم، وامتطوا صهوة الزمان، فأخرجوا الأمة من غياهب التخلف والمعاناة،
وأوصلوها إلى التقدم والتطور الذي لا يحجب عن الله لتحقق بذلك نصر الله الذي يدخل
الناس بسببه في دين الله أفواجا.
قال التلميذ: ولكن النصر ـ كما
أتصوره ـ نصر جيوش.
قال الشيخ: ذلك نصر المصارعين، أما
المسالمون فهم الذين ينتصرن
اسم الکتاب : القرآن والأيدي الآثمة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 45