قال الشيخ: بل في القرآن الكريم ما
يدل على هذا المعنى، فقد أوتيت ملكة سبأ من الذكاء ما استطاعت أن تميز به الملوك
من المؤمنين، فقد أرسلت بهدية قيمة لسليمان u لتختبره موقفه من المال، قال
تعالى على لسانها:{ وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ
بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ } (النمل:35)
لكن سليمان u نظر إلى ما أعطاه الله من
الإيمان والفضل فوجده أعظم بكثير من أن ينحجب بهديتهم، فقال:{ أَتُمِدُّونَنِ
بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ
بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ } (النمل:36)
قال التلميذ: لقد فهمت يا معلم سر
طلب سليمان u،
ولكن لماذا ورد في القرآن الكريم ذكر ملكة سبأ بالذات، وذكر هذا الموقف من سليمان u معها؟
قال الشيخ: لقد أراد الله من هذا
النموذج أن يبين لنا كيفية دعوة من بهرتهم الدنيا وشغلتهم عن الله.
قال التلميذ: لم أفهم.
قال الشيخ: إن ملكة سبأ بعرشها،
وقومها بتعظيمهم لها انشغلوا عن الله، فجعل الله فيما أعطى المؤمنين من أسباب
الفضل التي لم تشغلهم عن الله ما يرغبهم في الإيمان بالله.
اسم الکتاب : القرآن والأيدي الآثمة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 43