اسم الکتاب : القرآن والأيدي الآثمة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 12
كأنّه لم يكن هو.. بل ليس بمستبعد
إن قلنا: إنّ الإنسان الأول هو غير الإنسان الثاني مهما كان يطلق لفظ الإنسان على
المعنيين.
قال تلميذ آخر: أنت تشير بهذا إلى الحقيقة الإنسانية، وأن
ما عليه الإنسان الآن ليس سوى نشأة من النشآت، وأن هناك نشآت كثيرة سابقة، كان
الإنسان فيها في أعلى عليين..
قال الشيخ: أجل.. وقد عبر العرفاء
عن ذلك النزول بــ (قوس النزول).. ويعنون به ذلك العالم الذي يبدأ من العقل
والمجردات التامة والملائكة المقربين، وينتهي إلى أدنى موجود وهو الهيولى والمادة
الأولى لعالم الطبيعة.
قال التلميذ: وجود قوس نزول يقتضي
وجود قوس صعود.
قال الشيخ: أجل.. وهي التي أشار
إليها قوله تعالى: { الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ
مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ } [البقرة: 46]، وقوله: { إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ
رَاجِعُونَ } [البقرة: 156]
قال التلميذ: فكيف يحدد مصير
الإنسان في قوس الصعود؟
قال الشيخ: هذه النشأة هي المنطلق
لتحديد مصير الإنسان النهائي.. فباستطاعة الإنسان أن يتدارك ما فاته من عزّة..
وليس ذلك إلاّ أن يكون بالروح إنسانا، وذلك يتم بالتحقق بمقتضى قوله تعالى: { إِلَّا
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا
بِالصَّبْرِ } [العصر: 3]
اسم الکتاب : القرآن والأيدي الآثمة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 12