اسم الکتاب : القرآن والأيدي الآثمة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 116
الجاحدين؟
قال التلميذ: أنا لم أذهب إلا
لأتجسس لك عن أخبارهم.. ومعاذ الله أن أترك النبع الصافي الذي تسقينا منه، وأذهب
إلى تلك المنابع الكدرة المختلطة بالفلسفة والكلام والرفض..
قال الشيخ: ما دمت قلت هذا.. فسأذكر
لك حديثا عن بعض سلفنا الصالح يفيدك في إقامة الحجة عليهم..
لقد حدثني بعض مشايخنا بسنده عن
حماد بن زيد قال: مثل الجهمية مثل رجل قيل له: في دارك نخلة؟ قال: نعم، قيل: فلها
خوص؟ قال: لا، قيل: فلها سعف؟ قال: لا، قيل: فلها كرب؟ قال: لا، قيل: فلها جذع؟
قال: لا، قيل: فلها أصل؟ قال: لا، قيل: فلا نخلة في دارك.. وهؤلاء الجهمية قيل
لهم: لكم رب يتكلم؟ قالوا: لا، قيل: فله يد؟ قالوا: لا، قيل: فله قدم؟ قالوا: لا،
قيل: له إصبع؟ قالوا: لا، قيل: فلا رب لكم)[1]
خرجت من مدرسة المتشابه، وأنا ممتلئ
بالشبهات، ولم أستطع أن أطهر قلبي من درن التشبيه إلا بعد أن التجأت إلى ربي الذي
أرشدني إلى العودة لمدرسة المحكم، وفيها استطعت بفضل الله أن أتخلص من كل الشبهات
التي زرعها في نفسي أتباع المتشابهات.