responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : لحوم مسمومة رواية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 99

الحافلة الثانية

بعد أن استفرغ السائق كل جهوده لإرضاء ربيع وجد نفسه كمن يريد أن يحرث في اليباب، أو يشرب من السراب.. التفت إليه، وقال: أظن أنك لن تجد عندي ما تريد البحث عنه.. أنا أعرف جيدا ما تبحث عنه.. وقد عشت فترة من عمري أنهل من المنابع التي تنهل منها.. لكني بعد أن عاد إلي عقلي، وتداركتني رحمة ربي تركتها جميعا، وعدت إلى المورد العذب الذي أنزله الله على عباده لأستقي منه، وأدع ما ينفرني منه أو يبعدني عنه.

قال ربيع: ما تقول يا رجل.. أتتهمني في عقلي.. أم تحسب أنك هديت إلى الحكمة التي ضللت عنها.. ويلك لعلك ممن قال الله تعالى فيهم: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ} [الأعراف: 175، 176]، أو كمثل من شبههم بالحمير، فقال: { مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الجمعة: 5]

قال السائق: إن الله تعالى لم يحدد في هذه الآية لا أنا ولا أنت.. ولا العلماء الذين أرتضيهم، ولا العلماء الذين ترتضيهم.. وإن من التألي على الله أن أزعم أن تلك الآيات تنطبق علي أو عليك.

إن الله تعالى بعدله ورحمته ترك لنا الفرصة لنحدد بكامل حريتنا ما نراه من

اسم الکتاب : لحوم مسمومة رواية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 99
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست