اسم الکتاب : اعترافات هارب من سجون الوهابية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 36
فهرفوا بما لم يعرفوا، فما كلامهم إلا خطل، وما حديثهم
إلا هَذَر، وقديماً قيل: (مَنْ أكثرَ أهجَرَ)
فما سر هؤلاء فضيلة الشيخ.. وبقية السلف.. وسيد الخلف؟
رفع الشيخ رأسه بكبرياء، ثم قال: إن النكتة في ذلك ترجع
إلى أن هؤلاء القوم إنما أرادوا مبارزة بني الأصفر بعلومٍ من جنس علومهم، وهذه
العلوم لم يبرع فيها من المسلمين إلا الملاحدة، وغفلوا أو تغافلوا عن قوله تعالى
:﴿ كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ
عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا ﴾ (الإسراء: 20)، وهذا من عطائه تعالى، والدنيا
يعطيها الله لمن يحب ويكره، ولكن الدين لا يعطيه إلا لمن يحب، وإلا فهذه العلوم لا
تدل على حق ولا تمنع من باطل، بدليل أنك لو جمعت ما عند ملاحدة اليونان والمسلمين
من هذه العلوم ثم قارنتها بما عند الكافرين اليوم لما بلغت عشر معشارها.. والنقص
إنما يشعر به من ابتعد عن جادة الدين، وإلا فمن سلكَ الجَدَد؛ أَمِنَ العثار.
ولو أمعنوا في دراسة التاريخ؛ لاتضح لهم جلياً أن
المسلمين لم يضعفوا ويتسلط عليهم الكفار والتتار والباطنية وغيرهم إلا بعد انتشار
مثل هذه العلوم والعلماء بين المسلمين.
لقد كان العلم الشرعي في عهد السلف محصورا فيما دل عليه
القرآن والسنة وكلام السلف.. لا علوم الفلاسفة والملاحدة.
كل العلوم سوى القرآن مشغلة
***
إلا الحديث وإلا الفقه في الدين
اسم الکتاب : اعترافات هارب من سجون الوهابية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 36