responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اعترافات هارب من سجون الوهابية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 33

قال: دعنا من اسمه.. فلو ذكرناه لم نأمن أن يحصل لك شر بسببه أو بسبب من يحيط به.. فقد كان لهم من الأنفة والعزة ما لم يكن لمروان القرظ، ولا لأم قرفة[1].

قلت: فحدثني حديثه.

قال: لقد سمعته يقول[2]: إن الفتن في هذه الأزمان قد تتابعت كقطع الليل، وأحييت معالم الدَّهْمَاء، وأثير نقع الفتن، واستوري زناد الهَزَاهِز.. ولكن مستثار الفتنة وعرصة غيِّها؛ هو فيما حازه الكفار من زخارف الدنيا، فإنها قد بلبلت كثيراً من المسلمين، فمنهم من انسلخ عن دينه.. ومنهم من بقي حائراً.. ومنهم من ثبت على دينه على دَخَنٍ.. ومنهم من لم يرفع بهذه الفتنة رأساً، ولم يلق لها بالاً، بل ثبت على دينه ثبات الجبال الرواسي.

وفي هذا الجو الكئيب من غبار الفتن العصيب ظهر قوم منا ينطقون بألسنتنا، ولكن قلوبهم مملوءة بالشقاق والنفاق وسوء الأخلاق.. لقد ظهر هذا الفريق يحاول إبراز محاسن الإسلام للكافرين.. وأن المسلمين كانوا في حضارة وعلم


[1] هذه أمثال عربية قديمة يقال (أعز من مروان القرظ)، و(أعز من أم قرفة).

[2] النص الذي نعرضه هنا ـ بتصرف ـ منتقدين له مستفاد من كتاب (حقيقة الحضارة الإسلامية)، للشيخ ناصر بن حمد الفهد، وقد اعتبر مذكرته هذه (جوابا عمَّن: جعل حضارة الإسلام؛ هي النبوغ في علوم الفلاسفة والملاحدة.. وجعلها هي تشييد المباني وزخرفة المساجد.. وجعل علماء الإسلام؛ هم الملاحدة).. وللأسف فإن مثل هذه الأفكار تجد سوقا واسعة هذه الأيام.. فكثير من الشباب يحملونها ويبشرون بها، بل يعتبرون التبشير بها من فروض الأعيان.. ويستغل المبشرون والمستشرقون والمستغربون ذلك أسوأ استغلال.

اسم الکتاب : اعترافات هارب من سجون الوهابية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 33
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست