responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اعترافات هارب من سجون الوهابية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 150

نهضت غضبا، وقلت: يستحيل أن يقول هذا مسلم؟

قال: بل هم يرددونه كل حين، ويستدلون لذلك بما وضعه بنو أمية من أحاديث تشوه عظمة النبوة.. لقد رووا يروون أنه دخل على رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) رجلان فكلماه بشيء فأغضباه، فلعنهما وسبهما.. ثم لما رجع إلى وعيه بحسب تصورهم قال: (اللهم إنما أنا بشر فأي المسلمين لعنته أو سببتة فاجعله له زكاة وأجرا) [1] مع أن الله تعالى يقول عن رسوله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم): (ما ينطق عن الهوى)

ثم إنهم لسوء طالعهم يطبقون هذا الحديث على أولئك الطلقاء المجرمين ليصوروا أن رسول الله عندما دعا عليهم أراد الخير لهم.. لقد قال ابن كثير في ترجمة معاوية بن أبي سفيان: (وقد انتفع معاوية بهذه الدعوة في دنياه وأخراه.. أما في دنياه: فإنه لما صار إلى الشام أميراً، كان يأكل في اليوم سبع مرات يجاء بقصعة فيها لحم كثير وبصل فيأكل منها، ويأكل في اليوم سبع أكلات بلحم، ومن الحلوى والفاكهة شيئاً كثيراً، ويقول: والله ما أشبع وإنما أعيا، وهذه نعمة ومعدة يرغب فيها كل الملوك.. وأما في الآخرة: فقد أتبع مسلم هذا الحديث بالحديث الذي رواه البخاري وغيرهما من غير وجه عن جماعة من الصحابة.أن رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) قال: (اللهم إنما أنا بشر فأيما عبد سببته أو جلدته أو دعوت عليه وليس لذلك أهلاً فاجعل ذلك كفارةً وقربة تقربه بها عندك يوم القيامة)

قلت: بلى.. أعلم ذلك..


[1] رواه مسلم.

اسم الکتاب : اعترافات هارب من سجون الوهابية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 150
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست