responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 92

الموجودات، وقوانين المادة تلك هي البديل على الاختراع الإلهي، فالمادة هي الله، وقوانينها هي الإرادة الإلهية.

وقد قال ماركس معبرا عن ذلك: (إن العزة الإلهية والهدف الإلهي هي الكلمة الكبيرة المستعملة اليوم لتشرح حركة التاريخ، والواقع أن هذه الكلمة لا تشرح شيئا)[1]

وقال كيلي وكوفالزون: (إن العلم إذ يكشف عن الصلات الطبيعية بين ظواهر الطبيعة؛ يطْرُد في تصوره الإله من الطبيعة، ويدحض خطأ المثالية، ويؤيد صحة النظرة المادية للعالم، والعلم يتفق مع المادية في بحثه عن الحقيقة في الحياة ذاتها، وفي الطبيعة، وهذا ما يدل على أن العلم الحقيقي هو ذو طابع مادي. إن العلم مادي بطبيعته وبجوهره، والمثالية غريبة عنه وعدوة له)[2]

وهكذا ذهب دولباك (1723ـ1789) إلى أن (المادة متحركة بذاتها، وأن كل شيء يفسر بالمادة والحركة، وأنهما أزليتان أبديتان، خاضعتان لقوانين ضرورية هي خصائصهما. فليس العالم متروكًا للصدفة، ولا مدبرًا بإله، وكل الأدلة على وجود الله منقوضة، ولا غائية في الطبيعة. ليست العين مصنوعة للرؤية، ولا القدم للمشي، ولكن المشي والرؤية نتيجتان لاجتماع أجزاء المادة. ولا نفس في الإنسان، ولكن الفكر وظيفة الدماغ، والفرق بين العقول نتيجة الفرق بين الأدمغة)[3]

وهكذا (وجدت الطبيعة ليس فقط قبل الناس، وإنما عموما قبل الكائنات الحية، وبالتالي مستقلة عن الإدراك، وهي أولية.. أما الإدراك فلم يستطع التواجد قبل الطبيعة، فهو


[1] بؤس الفلسفة، كارل ماركس، ترجمة، أندريه يازجي، دار اليقظة ومكتبة الحياة، سوريا، 127..

[2] المادية التاريخية، ف. كيلي، م كوفالزون، ترجمة: أحمد داود، نشر دار الجماهير، دمشق، 500..

[3] تاريخ الفلسفة الحديثة ليوسف كرم، 192، 193..

اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 92
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست