responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 90

تلك الدار المختصرة، فلما شهدت الفطرة الأصيلة بافتقار النقش إلى النقاش والبناء إلى الباني، فبأن تشهد بافتقار كل هذا العالم إلى الفاعل المختار الحكيم كان أولى)[1]

وقد أشار إلى هذا المعنى قوله تعالى:﴿أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالأرض بَلْ لَا يُوقِنُونَ (36)﴾ [الطور: 35، 36]؛ فالآيتان الكريمتان تضعان الإنسان أمام ثلاثة احتمالات تتمثل في:

أ. أنهم خلقوا من غير خالق وهذا ممتنع عقلاً.

ب. أنهـم خلقـوا أنفسهـم وغيرهـم.. وهذا أشد امتناعاً في العقل، لأن المخلوق لا يخلق نفسه ولا غيره.

ج. أن لهم خالقاً خلقهم، وهذا ما يسلم به العقل، وهو الحق.

وبناء على هذا، فإن نقد السببية وعدم الاعتراف بها نقد لكل علوم الدنيا وأصول القواعد وكليات البديهيات، ومن العجيب أن المُلحد يُعمِل السببية في مخبره، ويُسِّلم بوجودها، ويُسلِّم بيقينية مُعطياتها، ويُسلم بنتائج تجاربه المرتبطة بها.. بل يُعمل السببية في كل كبيرة وصغيرة من حياته الشخصية وفي بحثه وحاله ومآله، ثم يوقف السببية في أصل كل هذه الأمور، ويفترض العدم مصدراً وحيداً للوجود، ويُصِر على ذلك، وهذا هو الكبرياء بعينه.

ومما قد يستدل به الملاحدة الجدد على نفي السببية ما يطلق عليه [حُجة التذبذب الكمومي]، أو [مبدأ عدم اليقين عند هايزنبرج]

وقد رد على هذا المبدأ الملاحدة أنفسهم، فقد قال [ستيفن هاوكنج] في كتابه [التصميم العظيم]: (في حال مبدأ عدم اليقين لهايزنبرج يجب أن نعلم أنه يستحيل أن يوجد


[1] التفسير الكبير : للرازي ، ج19، ص73 .

اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 90
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست