اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 81
وضرب القرآن
الكريم لذلك مثالا بدعوى بني إسرائيل أن النار لن تمسهم إلا أياما معدودة، فرد
الله عليهم بقوله: ﴿وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا
مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ
عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة:
80]
وبناء على ذلك
كان التفكير الرغبوي أغلوطة من الأغلوطات التي يخادع بها الإنسان نفسه، ليصور
الواقع بالصورة التي يريد، لا بالصورة التي هو عليها، ولهذا أطلق عليه الكاتب
البريطاني كريستوفر بوكر مصطلح [دائرة الخيال]، والتي تبدأ عادة ـ كما وصفها ـ
(بانخراط الفرد في حلم يعيش فيه ويعتقد في صحته، ثم لا يلبث أن يفيق بعد أن يدرك
أن الواقع يعمل ضد أمنياته، فيدخل في قنوط، وهنا يسعى إلى بذل جهد بغية أن يطوع
الواقع لحلمه، دون جدوى، فيدخل كابوساً مخيفاً، وتتبخر أمنياته)[1]
وما ذكره
كريستوفر ينطبق تماما على مواقف الملاحدة الجدد من الحقائق العلمية الثابتة، والتي
تبرهن على ضرورة وجود الله، وقد عبر عالم الفيزياء والفلك ورأس علماء وكالة (ناسا)
(روبرت جسترو) في كتابه [الله والفلكيون] عن هذا النوع من التفكير عند حديثه عن
الأدلة العلمية المثبتة لنشأة الكون، فقال: (اللاهوتيون عامة مبتهجون ببرهان نشأة
الكون، في حين أنّ الفلكيين غاضبون بصورة غريبة. لقد آل الأمر إلى أنّ العلماء
يتصرّفون على الطريقة التي نتصرّف بها نحن لما تكون اعتقاداتنا مخالفة لما دلّ
عليه الدليل)[2]
وقال: (تنتهي
القصّة بالنسبة للعالِم الذي عاش بإيمانه بقوّة العقل، كمنامٍ سيء. لقد تسلّق جبال
الجهل، ويكاد يقهر أعلى قمّة، وبينما هو يرفع نفسه إلى الصخرة الأخيرة، يُفاجأ
[1] انظر: مقالا بعنوان آفة التفكير بالتمني، د.عمار علي حسن، موقع 24
،السبت 31 أكتوبر 2015 / 22:59 على الرابط التالي: http://24.ae/article/197112/.
[2] Robert Jastrow, God and the
Astronomers, p.16 .
اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 81