responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 80

الإلحاد.. والمغالطات العقلية

لا يعتمد الملاحدة في كتبهم ومناظراتهم التفكير المنطقي السليم، المبني على المقدمات الحقيقية، والموصل للنتائج الصحيحة، وإنما يعتمدون طرقا ملتوية كثيرة مبنية على المغالطات بمختلف أنواعها، فهم سفسطائية بامتياز.. لا يختلفون عن سلفهم من السفسطائية في شيء، حتى أن منهم من ينكر وجود الكون، ومنهم من ينكر المدارك الحسية، ومنهم من ينكر القوانين العقلية المعروفة بالبداهة كقانون العلية والدور والتسلسل وغيرها.

ولذلك كان على الداعية المواجه للإلحاد أن يتعرف على أنواع تلك المغالطات، والتلبيسات التي يمارسونها من خلالها، حتى لا تنطلي عليه أولا، وليكشف تلاعبهم وحيلهم وخدعهم ثانيا.

والسر في كل تلك المغالطات هو اعتمادهم على ما يطلق عليه [التفكير الرغبوي]، ] أو [التفكير بالتمني]، وهو تفكير غير متناسب تماما مع العقل السليم.. ذلك أنه يبحث في حقائق الأشياء كما هي عليه، لا كما يحب أن تكون.. وهو غير متناسب مع العلم أيضا، لأن العلم يقتضي موافقة الواقع موافقة تامة، وما عداه يعتبر جهلا أو خيالا أو ظنا كاذبا، ولا علاقة له بالعلم[1].

وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا النوع من التفكير، فقال: ﴿لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ ﴾ [النساء: 123]، فالآية الكريمة اعتبرت كل ميزان وضعه البشر من غير العمل مجرد أمان وأوهام وتوقعات لا علاقة لها بالواقع.


[1] انظر في تعريف العلم أبجد العلوم، أبو الطيب محمد صديق خان القِنَّوجي، دار ابن حزم، الطبعة الأولى 1423 هـ- 2002 م (ص: 31)

اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 80
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست